ضحوكة كعادتها.. دائما مبتسمة.. بشوشة.. تلقائية.. تشعر، وهي تتحدث إليك، وكأنك تعرفها من قريب خارج إطار الشاشة الصغيرة.. بيّة الزردي، مقدّمة البرامج، ومذيعة الربط التي عرفناها بل تعلّقنا بها وأحببناها، في الثمانينات عادت أخيرا الى دارها كما تقول، ولكن «ظرفيا».. فهي ما أن تظهر في برنامج أو منوعة ما حتى تختفي من جديد، ثم تعود، وتختفي. «الشروق» عادت ببيّة الزردي الى بداية مسيرتها التلفزية، وانقطاعها عن العمل، ثم عودتها وانخراطها في تجربة فنية مختلفة، ثم عودتها للتنشيط التلفزي، ومن يدري قد تخوض تجربة فنية أخرى كما تقول؟! * هل يمكن أن نقول أن بية الزردي عادت نهائيا الى التلفزة؟ أنا عدت إلى داري، إذ لا أستطيع أن أشتغل في أي مكان سوى التلفزة.. وحتى لما انقطعت عن العمل في التلفزة، لم أشتغل أي مهنة أخرى.. * ولكنك عملت في الغناء ؟ هي تجربة، عرضت عليّ، فلم أرفضها. * ولكنك انقطعت عن الغناء، ثم عدت الى التلفزة؟ أنا لم أنقطع، لا على الغناء ولا عن العمل في التلفزة، الغناء كان تجربة في حين أن التلفزة والاذاعة كذلك تبقيان الشغل الأصلي بالنسبة لي. * هل تذكرين متى بدأت العمل في التلفزة بالضبط ؟ بدأت بالضبط في عام 1983.. وكنت أقدم في كل مرة برنامجا ما.. وأذكر بالضبط أن بدايتي كانت مع انطلاق أول دورة لأيام قرطاج السينمائية.. وقدمت وقتها النشرة اليومية للمهرجان.. بعد ذلك وقع انتدابي رسميا.. وقد نشطت في الأثناء برامج إذاعية مثل «عطر الصباح» في الاذاعة الوطنية.. * وكم امتدّت فترة عملك في الاذاعة والتلفزة؟ قد تبدو طويلة، ولكنها لم تتجاوز في الواقع ست سنوات، وهي فترة قصيرة جدا في نظري.. * ولماذا انقطعت عن العمل وقتها؟ ظروف! * وهل كان الزواج، هو سبب الانقطاع ؟ لا.. * ولكنك عدت مباشرة الى العمل بعد الطلاق؟ عودتي الى التلفزة كانت عن قناعة وهي مواصلة للمسيرة التي بدأتها. * هل ندمت عن الزواج ؟ لا.. كانت فترة جيدة جدا.. وأنا في حياتي لم أندم على شيء قمت به.. لم أندم على تجربة الزواج لأنني لم أخطأ.. وعموما الندم لا يمكن أن يحدث بعد 11 سنة.. * ولكن تجربة الزواج كما يبدو كانت فاشلة بالنسبة إليك؟ قد يكون، ولكنها كانت تجربة جيدة أيضا.. هناك أمور خاصة حالت دون تواصل التجربة ولكن علاقتي بسليم دمق مازالت جيدة.. فقد كنا متفقين في أشياء ومختلفين في أشياء أخرى.. * ألا تلاحظين أن تجربة الزواج بين الفنانين، والمشاهير عموما تبدو صعبة ومستحيلة أحيانا؟ لا، بالعكس لأن الأزواج من نفس الوسط، يدركون دائما مشاغل وأعمال كل منهم وعادة ما تكون العلاقة بينهم وطيدة.. فهم يعرفون بعضهم جيدا. * ولكن هناك زيجات فنية كثيرة لم تنجح؟ لأنها غير قائمة على أسس ثابتة.. وهذه الحالة يمكن أن تنسحب حتى على الناس العاديين. * بعد سهرة العيد الأخيرة، هل هناك مشاريع أخرى في الأفق ؟ إلى حدّ الآن، ليس هناك شيء ملموس، كما يقال، ولكن هناك مشاريع. بعد التلفزة، جرّبت الغناء ألا تفكّرين في التمثيل مثلا؟ لمَ لا! والمنشط عادة يتقن التمثيل.. والمنشط الناجح هو ممثل بالأساس.. ولو يعرض عليّ مشروع جيد، فلن أتردد في الموافقة على التثميل. * أثناء تجربتك في الغناء، ألم يعرض عليك أحد التمثيل؟ أذكر منذ سنوات، أن الممثل لمين النهدي عرض عليّ التمثيل في أحد المسلسلات، ولكنّي خفت بصراحة.. وأظنّ أن الدور قامت به وقتها الممثلة سنية المؤدّب. * هناك من زميلاتك في التلفزة من التحقن بفضائيات عربية، مثل كوثر البشراوي، ألم تفكري في مثل هذه التجربة؟ أنا بدوري أتيحت لي فرصة للعمل في قناة «MBCس، ولكنني بصراحة، خفت، وأعترف أنني جبانة.. وعموما لا أستطيع العيش بعيدا عن تونس، وعن أحبابي أنا أخاف من «الخارج» والعمل خارج تونس.. في الوقت الحاضر أريد أن أواصل مشواري في التلفزة التونسية.