التقيته أكثر من مرة بمناسبة تنظيم مسابقة الخمسة الذهبية، كان بشوشا ومقبلا على الحياة ومحبا لتونس. لا ينسى أن يضمن كل حواراته اعجابه بهذا البلد وثناءه على أهله وقيادته. سألته ما سر حبك لتونس؟ فأجاب بكل أريحية وعفوية : أنا تونسي لحما ودما. أملك منزلا بجزيرة الأحلام جربة. وأعشق مثلكم الكسكسي والملوخية. هذا ما كان يردده دوما المصمم الراحل لوريس آزارو ليختزل بذلك حجم الحب الذي تكنه العشرات من الشخصيات السياسية والفنيةوالسينمائية لوريثة قرطاج الحضارة والتاريخ. وفاء في عام 2003 شهدت تونس توافد أسماء ووجوه ذات صيت عالمي فقد زارتنا النجمة العالمية كلوديا كاردينال في الصيف، ثم عادت ضمن الوفد الرسمي الذي رافق الرئيس الفرنسي جاك شيراك أثناء زيارته الأخيرة لبلادنا. كما سجلت المجموعة المشرفة على الماركة الشهيرة «لاكوست» حضورها بمناسبة افتتاح أول فرع لهذه الشركة العالمية ببلادنا. أما عن الأسماء الأدبية والفنية والعلمية فحدث ولا حرج القائمة تعد العديد من الأسماء البارزة مثل أحمد زويل صاحب جائزة نوبل، والسيدة دي فونتنيه وابنها اللذين قضيا أكثر من أسبوعين في الحمامات للإشراف على التحضيرات الخاصة بمسابقة ملكة جمال فرنسا (2004) التي ستقام يوم 13 ديسمبر الجاري. واضافة الى الراحل لوريس آزارو تعد المصممة التونسية المقيمة بفرنسا ليلى المشاري من أهم ضيوف مسابقة الخمسة الذهبية وهي تحرص دائما على حضور التظاهرة وابراز مدى حبها وتعلقها ببلدها الأصل. كما تقاسم عددا كبيرا من النجوم لذة قضاء عطلهم السنوية في تونس، ففي كل عام تستقبل شواطىء جربة ونزل توزر والحمامات مجموعة ضخمة من كبار الضيوف نذكر منهم جوني هوليداي وبيبو باودو ودانيالا لمبروزو وباتريك برويال الذي غنى للياسمين رائحته العطرة وناي وكلوديا كاردينال وعدد آخر من الشخصيات الفنية والأدبية المرموقة. نجوم العالم بيننا وإذا كان بيلي كراوفورد من أهم النجوم الشبان الذين غنوا على ركح قرطاج في سهرة مسابقة ايليت العالمية التي احتضنتها تونس منذ سنتين، فإن ايلودي غوسان ملكة جمال فرنسا وأوروبا لعام 2001 تعتبر من أبرز الفاتنات اللاتي زرن تونس وتعلقن بأهلها وأبنائها الطيبين، وقالت الحسناء ايلودي غوسان في حديث سابق معها : «لقد بهرني تقدم المرأة التونسية وتحمسها للانخراط في العصر الحديث مع المحافظة على أصالتها وتقاليدها وعاداتها التي توارثتها عن الأجداد». وأحب فريديريك ميتران تونس إلى حدّ الدفاع عنها في كل مكان، واعداد المنوعات التلفزية عن الحياة اليومية في العالم العربي الإسلامي بما في ذلك تونس وأحيائها الجميلة المتناسقة هندسيا، والغنية بالاشارات الحضارية والتاريخية. وزيادة على الوجوه الفنية والأدبية تتوافد على بلادنا سنويا وفود سياسية وشخصيات دولية لا تفوّت أي فرصة للتنوية بقيمة هذا البلد وتأليف الكتب والدراسات عنه فالسياسي الفرنسي فيليب سوغان يعتبر نفسه أحد أبناء تونس الأوفياء أما رئيس الوزراء الايطالي الراحل بيتينو كراكسي فقد أوصى بأن يدفن بتونس ولا يزال أفراد عائلته يزورون تونس باستمرار. ويذكرون مزاياها عليهم في أحرج الأوقات التي مروا بها بعد ابتعاد كراكسي عن الحكم وتوجيه التهم اليه. كتب ويضع عدد آخر من السياسيين ضمن أولوياتهم تمضية عطلهم السنوية بتونس وليس آخرهم وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال اليوت ماري التي اختارت جزيرة النجوم الحالمة جربة. أما دينالوي شيخ مدينة باريس فيحزم حقائبه سنويا باتجاه مسقط رأسه بنزرت التي يستعيد فيها أيام البراءة والعذوبة. وتجاوز بعضهم حدود الاعجاب والحب إلى تأليف كتب عن تونس، فالى جانب «ربيع تونسي» الصادر عام 1998 أحد أشهر ثلاثة كتب ألفها الكاتب الايطالي سالفاتوري لومباردو. ظهرت مجموعة أخرى من المؤلفات نذكر منها من «أجل تنمية متضامنة» بامضاء «فينشنسو بوركازي» و»بن علي والمثال التونسي» لفالنتان نيوغانغ و»تونس، الديمقراطية الناشئة» للثنائي لوك ديبون ونيكول لادوسار وقد بلغ عدد الكتب الصادرة الى حد الآن لمؤلفين تونسيين وعرب وأجانب كتابا. وما يمكن الاشارة اليه في النهاية هو أن تونس ملتقى الحضارات بالفعل. ومقصد الباحثين عن الهدوء والسكينة والطبيعة الخلابة والناس الطيبين.