أكثر من 30 أستاذا وباحثا جامعيا من اختصاصات متعددة شاركوا طيلة يومي 16 و17 ديسمبر الجاري في أشغال ورشة التفكير حول محور «المرأة والمدرسة والمجتمع المدني داخل المجتمعات الاسلامية». اورشة نظمتها جامعة تونس المنار بالتعاون مع الموسسة الألمانية «كونراد أدناور» بأحد نزل ياسمين حمامات. الشروق» واكبت هذه الورشة وسألت المنظمين حول أهمية تنظيم مثل هذه الندوات. يذكر الأستاذ يوسف علوان رئيس جامعة تونس المنار أن هناك رغبة وطنية في تشجيع الحواروخاصة بين العالم العربي الاسلامي وبين الغرب. * تعطّش ويضيف السيد علوان قائلا : «هي رغبة برزت بقوة خلال العامين الأخيرين بعد أحداث 11 سبتمبر 2001». ويواصل قائلا : «هناك تعطّش من الغربيين لفهم الاسلام بمختلف جوانبه، ولتفسير بعض المواقف. كما أن الحدة والتصادم اللتين تطبعان علاقة الشرق بالغرب سببها الجهل بالثقافات والنظرة التصادمية التي تكرّسها بعض دول الغرب، لذلك تعاونا مع المؤسسة الالمانية «كونراد أدناور» لتنظيم هذه الورشة التي نهدف من ورائها الى تكريس مبدإ التسامح والسلم والتحاور بين مختلف الحضارات والأديان والشعوب». كلام الأستاذ يوسف علوان يلتقي مع حديث الدكتور «هاردي أوستري» ممثل مؤسسة «كونراد أدنور» بتونس الذي قال ل «الشروق» : «مؤسساتنا لها أهداف عديدة أحدها التشجيع على البحوث والدراسات وتكريس مبدإ التحاور بين الثقافات. ونحن نريد من هذه الورشة بناء حوار اسلامي أوروبي وإبراز الصورة الحقيقية للمجتمعات الاسلامية التي قد يسيء البعض فهمها. فالحوار في نظرنا ليس هدفا وإنما هو أسلوب حضاري لتحقيق التقدم للشعوب. وفي رأيي فإن ما يعيق الحوار هي الأحكام المسبقة التي يجب أن نقضي عليها من خلال هذه الورشات والندوات». * نقاش الورشة شهدت تقديم محاضرات قيمة وثرية مماجعل النقاش بين المشاركين والمحاضرين يكاد لا يتوقف إلا بعض الوقت. وقد قدّم الدكتور «جاكوبس أندرياس»، المسؤول عن برنامج «حوار حول الاسلام» بمؤسسة «كونراد أدناور»بألمانيا، محاضرة بعنوان «الحوار مع المجتمعات والحكومات الاسلامية». وخلال الجلسة العلمية نفسها التي ترأسها الدكتور المنصف عبد الجليل، أستاذ بجامعة «آغا خان» بلندن، ألقى الأستاذ الأزهر باي مداخلة بعنوان «المرأة في النصوص الاسلامية»، نيابة عن الأستاذ بوبكر الخزوري، رئيس جامعةالزيتونة. الجلسة العلمية الثانية ترأسها الدكتورالحبيب الجنحاني، أستاذ بكلية الآداب بتونس. وقدمت خلالها الدكتورة ريم التركي، أستاذة بالمعهد العالي للعلوم الانسانية بتونس مداخلة بعنوان «وضعية المرأة في الاسلام» وعلقت عليها الأستاذتان منجية السويحي وإقبال الغربي من جامعة الزيتونة. وشهدت الجلسة العلمية الثالثة والتي ترأستها الدكتورة درّة محفوظي، أستاذة في علم الاجتماع، مداخلة للدكتور نجيب عيّاد المدير العام للمركز الوطني للتجديد البيداغوجي والبحوث حول التربية، بعنوان «اصلاح المدرسة» وعلّق عليها الدكتور المنصف عبد الجليل. يذكر أن مؤسسة «كونراد أدنور» تعمل بتونس منذ 24 سنة وقد سبق لها تنظيم العديد من الندوات والورشات المختلفة بالتعاون مع الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة ومؤسسة التميمي للبحوث.