تعتبر الدراسة من أهم الاشياء التي يمكن ان تحقق لنا كل طموحاتنا وأحلامنا. ومن لا يحب الدراسة فهو اصلا لا يحب نفسه ولا يحب لها التألق والسعادة. ولعلّنا حين نفكّر في الدراسة نفكّر ايضا في التنافس الذي سيحصل خلال السنة الدراسية، وعندما نقف عند مفهوم التنافس، نلاحظ أننا أصبحنا نحس بالخوف ولكن مع مرور ايام الدراسة، يتحوّل هذا الخوف الى تحدّيا يجعلنا ندرس ليل نهار لنيل احسن المراتب والمعدّلات. وبهذا تنشأ لدى التلميذ قوّة ارادة تمنحه الثقة في قدراته العقلية، وهذا التلميذ لا خوف عليه بعد ذلك لانه قد اكتسب الاصرار وحب التنافس الدراسي، ومن يحب التنافس فهو يحب التميّز. وأنا أرى أن المشوار الدراسي لا يحلو الا بالتنافس بين التلاميذ فالتلميذ العاقل الطموح يعشق التنافس لأنه في كل سنة يُكسبه ارادة أقوى من السنة الماضية ومع نهاية المشوار الدراسي يصبح التلميذ قادرا على تحقيق الافضل بتحديّه في أي وجد فيه. لذلك تجد بعض التلاميذ الذين يبحثون من بداية السنة على منافسين جدد، فالتنافس من فوائده أنه يجعل السنة قصيرة لأنه يمنح التلميذ كثرة الانشغال بدراسة فهو لن يجد وقتا للفراغ او للتفكير في امتداد ايام الدراسة. والتنافس ايضا دافع للنجاح والامتياز، مُكسب للاصدقاء المتألقين في دراستهم، مبعد لجميع حالات القلق او الملل خلال السنة الدراسية، كما أنه مانع لحالات الرسوب عند بعض التلاميذ لأنه يكسبهم ارادة في ديمومة الارتقاء الى السنة الموالية. وكل هذه المزايا تعتبر أسبابا للسعادة فبتنافسك مع الاخرين تكون ناجحا في دراستك وبنجاحك تحقق ذلك، وبتحقيق ذلك، تشعر بالفخر واحترام الناس لك ومن ذلك تحس بالسعادة المثالية التي لا تجدها عند كل التلاميذ. فالتلميذ السعيد هو التلميذ الناجح والتلميذ الناجح هو التلميذ الذي عمل جاهدا طوال السنة لكي يتغلّب على منافسيه. وإذا فكّرنا جيدا نلاحظ ان الدراسة لا تحلو الا بمعنى التنافس، وتميّز تلميذ عن تلميذ لا يكون الا بالتنافس. راوية الخالدي