تمكن أعوان الحرس الوطني بالكاف مؤخرا من إلقاء القبض على شابين أعزبين (في العقد الثالث من عمرهما)مختصين في سرقة المواشي. ويستفاد من الأبحاث الأولية أن المتهم الأول انقطع عن الدراسة في سن مبكرة فصار عاطلا ولما أحسّ بأن المصروف الذي يتلقاه من الأسرة لم يعد يغطي حاجاته طفق يبحث عن حل يمكنه من الحصول على الأموال دون عناء، وبعد فترة قصيرة توصل المتهم الى حل اعتبره المسلك الوحيد الذي يفضي به الى عالم الكسب الوفير وهو سرقة المواشي إلا أنه أدرك أن هذا العمل يحتاج الى تخطيط محكم ودراسات معمّقة وعلى هذا الأساس أعدّ المتهم قائمة في مربي الماشية بالمنطقة ثم انتدب شابا يقاربه في السن له خبرة شاسعة في تجارة المواشي ودون تردّد شرع المتهم الأول في تنفيذ عملياته التي وفق فيها مما جعله يكررها عديد المرات معتمدا على فطنته التي جعلته بعيدا عن كل الشبهات الى أن جاء اليوم الذي قام فيه بسرقة قطيع على ملك شيخ مصاب بأمراض مزمنة وكان وقتها طريح الفراش، لكن فقدانه لخرفانه جعله يجمع شتات قواه البدنية ويتحول الى مركز الحرس الوطني بالمكان حيث قدم شكوى ضد مجهول وبهذا أصبح عدد المتضررين من عمليات السرقة كبيرا مما جعل رجال الحرس الوطني يكثفون نشاطهم على مستوى إقليم الشمال الغربي والوسط وبعض الولايات الأخرى ولم تمض سوى أيام قليلة حتى تمكنوا من إلقاء القبض على المتهم الثاني وهو بصدد بيع القطيع بأسعار زهيدة جدا وبالتحري معه تمسك بالانكار في بداية الأمر لكن المتضرر جعله يعترف في الحال بمجرد أن تعرّف على خرفانه ولم يجد خيارا غير الكشف عن هوية المتهم الأول الذي كان بارعا في سرقة المواشي تحت أجنحة الظلام ويسلمها الى مساعده ليتولى بيعها بأسواق الدواب بالجنوب والوسط الغربي واقتسام ثمنها بالتساوي. وكان إلقاء القبض على هذين اللصين بشرى لأهالي المنطقة الذين تضرّروا كثيرا من سرقات مواشيهم على مدى أشهر طويلة. وبعد اتمام الأبحاث الأولية سيقع تحويل ملف اللصيّن إلى المحكمة الابتدائية بالكاف لمقاضاتهما.