في وقت ساد فيه الاعتقاد لدى العديد من الرياضيين بأن مشاركة المهاجم فرانشيلودو سانتوس في نهائيات كأس افريقيا مع منتخبنا الوطني باتت مؤكدة، ها هي نهاية السنة الادارية تحمل في طياتها ما يحمل على القول ان الأمور غيرالتي توقعها هؤلاء. فالذي يعلمه الجميع أن ضغوطات كبيرة سلطت على هذا اللاعب من قبل ناديه ومدربه غي لاكومب لحمله على عدم المشاركة في التظاهرة الافريقية. وهذا التحذير لم يكن الا أن يضع هذا اللاعب في وضعية حرجة جدا وهو ما جاء على لسانه في صحيفة «فرانس فوتبول» حيث قال ان في صورة عدم تلبيه رغبة الجامعة التونسية فإنه قد يحرم من المشاركة في تصفيات كأس العالم 2006 وإذا ما شارك في كأس افريقيا فإن مقعد الاحتياطيين قد يكون مآله كما أن رئيس سوشو يرى أن غيابه سيضر بالمجموعة وحتى وكيل أعماله نصحه بعدم المشاركة في التظاهرة الافريقية. وبين هذا وذاك، يتأرجح قلب هداف فريق سوشو وهي وضعية تذكرنا بوضعية «هملت» بطل الكاتب الانليزي شكسبير في صرخته الشهيرة: «أكون أو لا أكون، تلك هي المشكلة» (To be or not to be) مقترحات ولم تكن هذه المشكلة الا أن تحرك سواكن أصحاب القرار في الجامعة. فقد تحوّل في نهاية الأسبوع الفارط رئيس الجامعة السيد حمودة بن عمار الى باريس حيث كان له لقاء مع هذا اللاعب الذي أعرب له عن تحمسه لتقمص زي المنتخب الا أن موقف ناديه أحدث له اضطرابا ذهنيا. وخلال هذه الزيارة قدم الجانب التونسي بعض الاقتراحات لنظيره الفرنسي من بينها: قيام الجماعة التونسية بتنازل يتمثل في تسريح هذا اللاعب لفائدة فريقه بعد أن يكون قد خاض مقابلتين الأولى والثانية في كأس افريقيا وهو ما حصل للاعب المصري لفريق أولمبيك مرسيليا أحمد حسام (ميدو) الذي اتفقت الجامعة المصرية مع فريقه على إخلاء سبيله لخوض مقابلتين مع زملائه في الفريق وبعد ذلك يشارك في كأس افريقيا. ورغم التحفظ الذي أبداه فريق سوشو حول هذه المسألة فإن الجانب التونسي متمسك بقانون الفيفا الذي ينص على أن أي فريق مطالب بتسريح أي لاعب دولي قبل يوما من التظاهرة القارية. لماذا ؟ تعنت إدارة سوشو وتمسكها بهدافها له تبريراته أولها المكانة البارزة التي يحتلها هذا اللاعب في الفريق والتي جعلته محطّ أنظار عديد الاندية كما نذكر وجود لاعبين أفارقة في التشكيلة سيكونون على ذمة منتخباتهم في البطولة الافريقية أما النقطة الأخيرة فهي ان الفريق الفرنسي يرى أنه لا يتحمل مسؤولية حصول هذا اللاعب على جنسية مزدوجة بل ان تعاقده في البداية تم على أساس أن هذا اللاعب برازيلي الجنسية طبقا لما جاء في العقد. أمل رغم ما أبداه النادي الفرنسي من رفض للمقترحات التونسية، فإن البعض يعلق آمالا كبيرة على مدرب المنتخب الوطني روجي لومار خلال عودته بمناسبة رأس السنة الجديدة الى باريس هذا الأسبوع حيث ستكون له اتصالات مع مسؤولين في أعلى مستوى بالجامعة الفرنسية لكرة القدم من أجل ايجاد مخرج لهذه القضية. ولا يستبعد حسب ما بلغنا ان تلتجئ جامعتنا الى الفيفا في حالة عدم الوصول الى ذلك.