نقل أعوان الأمن بسبيطلة مؤخرا عددا من المصابين إلى المستشفى وأوقفوا عددا آخر بعد معركة طاحنة تذكرنا إلى حد ما بحرب البسوس مع بعض الاختلاف. فمعركة سبيطلة لم تكن بسبب ناقة بل كان بطلها خروف ولولا تدخل بعض العقلاء من جهة ورجال الأمن من جهة أخرى لكانت الخسائر البشرية فادحة. وكان منطلق الحادثة في صبيحة أحد أيام ديسمبر الماضي عندما خطر لأحد المتساكنين القيام بقلع بعض كروم الهندي العتيقة ليغرس بدلها كروما حديثة ولم يكن يعلم أن بالجانب الآخر تقع حدود أرض أحد أقاربه أين أعدّ زريبة لاغنامه. وفي خضم قلع الكروم سقط جزء منها بالناحية المقابلة وصادف ان كان أحد الخرفان بالقرب منها فأرداه قتيلا. وقد دخل صاحب الخروف في مناوشة مع قريبه سرعان ما تطورت إلى مشادة عاد على اثرها القريب إلى منزله بعد أن تدخل الأهل لفض النزاع، غير انه عاد من جديد وبيده مسحاة. وفي ذلك الحين توجه أحد المتساكنين إلى مكان ما بالقرب من موقع العركة ليغسل أطرافه فاقترب منه صاحب المسحاة ظنا منه أنه صاحب الخروف وفي غفلة منه عاجله بالمسحاة على رأسه فسقط وهو يصيح من الآلام. وعلى صوت المصاب هرع كل متساكني الجهة إلى المكان وتداخلت الأجساد وعلت الهراوات وتطايرت الحجارة وتناثرت الدماء من الاصابات ولم يخل الموقع من العقلاء الذين نقلوا المصاب إلى المستشفى في حين تم اعلام الحرس الوطني بسبيطلة الذين حلوا في وقت قياسي وسيطروا على الموقف وقاموا بنقل المصابين إلى المستشفى لتلقي الاسعافات الضرورية. كما تم ايقاف حوالي 16 نفرا على ذمة التحقيق. وبعد الأبحاث أحيل ستة منهم على النيابة.