تقدم شخص بشكاية لدى أعوان الأمن مفادها تعرضه للتحيل من قبل شخص ثان وعده بالكشف عن سارق سيارته عن طريق «البلورة السحرية» لدى مشعوذة بجبل متاخم للعاصمة، فتم القاء القبض على المتهم وأحيل يوم السبت الفائت أمام احدى الدوائر الجناحية بابتدائية تونس. تفيد وقائع القضية أن المتضرر، وهو شخص حل بالعاصمة من احدى الجهات الداخلية في زيارة لأقاربه وقضاء بعض الشؤون الخاصة، إلا أنه فقد سيارته بعدما سرقت منه فأعلم أعوان الأمن بالموضوع وتم فتح محضر تحقيقي للغرض بعد أن قدم المتضرر الرقم المنجمي لسيارته ولونها ونوعها وكافة أوصافها، وفي انتظار عمليات البحث التي سيقوم بها المحققون لجأ الى عالم التنجيم والشعوذة. فقد تعرف على شاب من متساكني أحد الأحياء الشعبية بتونس العاصمة، ليقص عليه ما تعرض له وحجم الضرر الذي لحقه، فأشار عليه بحل أوهمه بأنه الأوحد وذلك بأن يعرّفه على منجمة تعيش منعزلة بأحد الجبال المتاخمة للعاصمة فهي قادرة على أن تكشف له سر سرقة السيارة بل يمكنه رؤيتها في «البلورة السحرية» وهو ما ابتهج له المتضرر وأقدم عليه دون تردد فطلب منه الشاب أن يمكنه من مبلغ مالي بعنوان دفعة أولى على الحساب، ثم أشار عليه بأن يلتقيه لاحقا، بعد الاتفاق على موعد، في احد المقاهي بحي شعبي حيث يقطن هذا الشاب. فمكنه من المبلغ المطلوب على أمل أن يساعده صحبة المشعوذة على تلبية رغبته إلا أن الشاب ظل يماطله ويؤجل الموعد في كل مرة إلى أن فاضت الكأس بالمتضرر الذي وجد نفسه من جديد أمام أعوان الأمن ليرفع شكوى ضد هذا الوسيط بعنوان التحيل واستغلال وضعيته السيئة. ونصب أعوان الأمن كمينا لهذا الشاب بعد أن اتفق معه المتضرر على لقاء أكيد ليضيف له باقي المبلغ المتفق عليه، وهو ما كان سببا في القاء القبض على المتهم وجلبه الى مركز الشرطة. وبالتحرير عليه اعترف بأنه فعلا اتفق مع الشاكي على أن يساعده من أجل استرجاع سيارته التي سرقت منه بالاعتماد على «فطنة وفراسة» المنجمة المشار اليها ونفى أن يكون قد تلقى منه أي مبلغ مالي مؤكدا أن كل ما في الأمر هو مشروع لم يدخل حيز التنفيذ العملي بعد. وبسؤاله عن مكان السيارة نفى علمه بوجودها وأكد أنه أراد أن يحصل على منفعة مالية من المتضرر دون أن يتم ذلك، وباجراء مكافحة بين المتضرر والمتهم تمسك كل منهما بأقواله، فتمت احالته على أنظار ممثل النيابة العمومية بابتدائية تونس الذي أذن بايداعه السجن لاتهامه بالتحيل، وتمت احالته بمقتضى ذلك على احدى الدوائر الجناحية بابتدائية العاصمة. وبمثوله أمام هيئة المحكمة صرح المتهم بأنه نصح المتضرر بالذهاب الى المنجمة دون أن يتلقى منه مبالغ مالية وصرح أن كل ما في الأمر أنه أراد مساعدته لا غير. وقد تدخل محاميه ليؤكد أن أركان الجريمة لم تكتمل وأن منوبه كان بصدد الشروع أو الاعداد لها وليس هناك ما يؤكد من خلال ملفات القضية أن منوبه قد تحيل على المتضرر. وبعد ذلك قررت المحكمة حجز القضية للمفاوضة والتصريح بالحكم في وقت لاحق.