استفاقت مدينة صفاقس يوم أمس الاثنين على جريمة قتل شنيعة جدا ذهبت ضحيتها رضيعة لم تتجاوز ربما اليوم الواحد من عمرها بعدما عمد قاتلها أو قاتلتها إلى ذبحها من خلف ا لرقبة من الوريد إلى الوريد. جثة «عصفورة الجنة» عثر عليها ملطخة بالدماء داخل كيس بلاستيكي قرب مسلخ صفاقس المحاذي للمنطقة الصناعية الجنوبية «سيدي سالم» أي على بعد بعض الأمتار فقط من وسط المدينة. جريمة غير مسبوقة وقد خير القاتل التخلص من الجثة أو ربما نحر «الملاك الطاهر» هناك على عين المكان قرب مجرى مياه محاذ للمسلخ الذي تدبّ فيه الحياة في العادة منذ الساعات الأولى من الفجر لذبح الخرفان والأغنام وغيرها من الدواب!.. لكن هذا المسلخ كان شاهدا على ذبح «غير شرعي» لآدمية بطريقة فظيعة بعد ان كتم قاتلها أنفاسها بنحرها من الوريد الى الوريد في قسوة غير مسبوقة من نوعها ليحرمها بذلك من نعمة الحياة بعد استهلالها حية في ما يبدو بساعات قليلة فقط. العثور على جثة القتيلة البريئة كان بناء على معلومة التقطتها الفرقة العدلية الجنوبية مفادها التفطن صدفة الى جثة آدمية داخل كيس بلاستيكي مشبوه، فتحول أعوان الفرقة على جناح السرعة فجرا الى مسرح الجريمة قرب المسلخ حيث أشرف أحد قضاة التحقيق على المعاينات الأولية وأذن برفع الجثة وتحويلها إلى قسم الطب الشرعي بالمستشفى الجامعي بصفاقس للقيام بالتحاليل الطبية اللازمة في مثل هذه الحالات. احتمالات ولئن تتعدد الاحتمالات في مثل هذه الجرائم، إلا أن أكثرها رجاحة أن تكون القتيلة ثمرة علاقة غير شرعية، وقد خيّر أحد أطراف هذه العلاقة أو كلاهما أو غيرهما التخلص من الرضيعة بهذه القسوة غير المسبوقة في جرائم القتل التي يقصد منها في العادة التخلص من المولود الجديد درءا للفضيحة. فلئن تتكرّر مثل هذه الجرائم، فإن أغلبها عادة ما يكون إما بإلقاء المولود حيا أو التخلص منه بكتم أنفاسه، لكن في جريمة الحال تبدو نية الإصرار على القتل واضحة وجلية فقد تسلّح القاتل أو القاتلة بسكين ونحر الرضيعة من الوريد إلى الوريد حتى لا يترك لها أية فرصة للنجاة. مجمل هذه الاحتمالات وغيرها وضعها محققو الفرقة العدلية الجنوبية في اعتباراتهم الأمنية للكشف عن الجاني أو الجناة في انتظار تقرير الطبيب الشرعي الذي قد يكشف عن بعض الخفايا التي تفيد مجريات البحث كتحديد ساعات الولادة والقتل أو ربما بعض التحاليل الجينية التي تدل على الأم أو الأب.