على الرغم من أن جمعية التضامن الرياضي تعتبر من أعرق المدارس الرياضية في تونس، فإنها ظلت تعاني من عديد المشاكل المادية التي حرمتها من تحقيق نتائج تتماشي وطموحات الفريق. كما انها بقيت بعيدة عن «الاضواء» بسبب تقصير وسائل الاعلام في حقها، لذلك سعت «الشروق» الى القيام بهذا التحقيق قصد تشخيص الصعوبات التي تعاني منها الجمعية والوقوف على أبرز طموحات المسيرين والأحباء. تأسّست جمعية التضامن الرياضي تحت لونيها المميزين الازرق والابيض سنة 1983، وقد أصبح عدد المجازين يتزايد منذ ذلك التاريخ ليصل خلال الموسم الحالي الى 500 مجاز، يتوزعون على خمسة فروع، هي كرة القدم، المصارعة، الملاكمة، رفع الاثقال وفرع الجيدو والتياكواندو. أما ميزانية الفريق فقد قدّرت في الموسم الرياضي 2003/2004 بحوالي 40 ألف دينار. ويتدرّب فرع كرة القدم بالملعب البلدي بالمنيهلة في حين تنشط بقية الفروع بالقاعة الرياضية المغطاة 7 نوفمبر بحي التضامن. نتائج مشجعة تبدو نتائج فريق التضامن الرياضي مشجعة في مجملها بالنظر الى الامكانات البشرية والمادية المتوفّرة لديه، وكذلك بناء على اختلاف النتائج حسب الاصناف والفروع. شهد فرع كرة القدم لصنف الاكابر تراجعا ملحوظا هذا الموسم بعد مسيرة متميّزة في الموسم الماضي مكنته من الصعود الى القسم الشرفي اثر مقابلة «الباراج» مع فريق ملتقى بئر بورقبة حيث لم تجن الجمعية سوى ثمانية نقاط بعد تسع جولات مما جعل الفريق يحتل المراتب الاخيرة (المرتبة 12)، وهو ما أدّى الى استقالة المدرّب حمّادي الوشتاني وتعويضه بزميله حسام الحاج علي. تواضع نتائج فريق الاكابر قابله تألّق بقية الاصناف، وخاصة فريق الاواسط الذي يحتل حاليا المرتبة الثانية في الترتيب ولم ينهزم الا في مناسبتين... كما أن صنف الاداني والاصاغر يقدّمان نتائج طيّبة، وهو ما يبعث على الاطمئنان بشأن مستقبل النادي. نتائج بقيّة الفروع بدورها كانت «طيّبة اجمالا»، فيكفي الاشارة الى تحصّل المصارع انيس الدريدي (صنف الاصاغر) على لقب احسن لاعب في البطولة الفردية للمصارعة الحرّة التي جرت فعالياتها خلال شهر نوفمبر من سنة 2003... وبالتأكيد فإن نتائج الفريق ستكون افضل في قادم السنوات بفضل رغبة اللاعبين في تحقيق نتائج باهرة وتحمّس المسؤولين وعملهم بجديّة كبيرة قصد تأطير هؤلاء الشبان رغم بعض المشاكل التي تعاني منها الجمعية. صعوبات عديدة على غرار بقية اندية الاقسام السفلى، تشكو جمعية التضامن الرياضي من عديد الصعوبات التي حالت بطريقة او باخرى دون تحقيق نتائج تتماشى وطموحات المسؤولين عن النادي. ولعل اهم عائق يتمثل في المشاكل المادية التي يتخبّط فيها الفريق بسبب غياب الدعم. وهذا ما أكّده لنا السيد يوسف قويدر رئيس الجمعية الذي قال إن «البلدية وشركة التنمية الرياضية وبدرجة اقل وزارة الاشراف هي الاطراف الوحيدة التي تساهم في دعم الجمعية». كما أعرب رئيس الجمعية عن انشغاله التام بسبب عدم مدّ السلط المحلية (باستثناء الولاية) والاحباء يد المساعدة للفريق لاخراجه من وضعيته الحرجة. ويضيف الكاتب العام للجمعية السيد رفيق بالحاج احمد في السياق ذاته ان المشاكل المادية تتأتى اساسا من غياب الدعم وكذلك بسبب تأخر موعد صرف الميزانية، حيث ينطلق الموسم الرياضي عادة مع نهاية شهر اوت في حين يتم تنزيلها على الحساب الجاري للفريق في شهر مارس، وهو ما اجبر اعضاء الهيئة المديرة على تقديم مساعدات شخصية قصد تسديد المصاريف. من بين الصعوبات التي تعاني منها جمعية التضامن الرياضي ايضا، افتقارها الى ملعب خاص بها باعتبار ان الفريق يتدرّب الى جانب جمعية المنيهلة في نفس الملعب، مما ينتج عنه سوء برمجة خاصة أثناء التمارين بسبب كثرة أصناف فرع كرة القدم من الفريقين، اضافة الى حالة الميدان التي لا تليق بصراحة بسمعة الجمعية والتي لا تسمح بتعاطي نشاط رياضي في ظروف ملائمة. ضعف الزاد البشري أثّر بدوره على نتائج الفريق، حيث عجزت الجمعية عن القيام بانتدابات جديدة أو على الاقل تحسين ظروف اللاعبين الذين تم انتدابهم في الموسم الفارط... مما أدى الى مغادرة 6 لاعبين ورجوعهم الى فرقهم الاصلية، مقابل تعرّض عديد العناصر لاصابات حادة أبعدتهم عن الميادين لمدّة طويلة، وكذلك بسبب العقوبات التي سلطتها الجامعة بموسم كامل على بعض اللاعبين (وليد الصغيّر، هشام العامري وطارق المليتي) بعد الاحداث التي شهدتها المباراة الفاصلة امام بئر بورقبة في نهاية الموسم الماضي. وما زاد في كثرة المشاكل المادية للفريق، تلك التي تتعلق بصعوبات التنقل بسبب تزايد عدد المقابلات هذا الموسم (28 مقابلة بين بطولة وكأس مقابل 14 مباراة فقط في الموسم الماضي..) وهو ما اجبر الهيئة المديرة على استعمال وسائل النقل الشخصية في بعض الاحيان مثلما اكد لنا ذلك بنفسه الكاتب العام للجمعية. طموحات كبيرة على الرغم من تعدد الصعوبات التي تواجه جمعية التضامن الرياضي فإن التفاؤل بدا واضحا على وجوه كل الاطراف من مسيّرين، اطار فني، لاعبين واحباء بفضل ما أكّدوه من استعدادات لبلوغ طموحات كبيرة يسعى الجميع الى تحقيقها. * السيد يوسف قويدر (رئيس الجمعية): إن الهدف الاول الذي سنسعى الى تحقيقه هذا الموسم هو طبعا تفادي النزول، مع مواصلة الاهتمام ببقية الفروع الاخرى لتحقيق نتائج متميزة في قادم السنوات. خاصة وكما تعلمون ان حوالي 80 من المنتخب الوطني للمصارعة هم من جمعية التضامن الرياضي وأصبحوا ابطال افريقيا مثل وليد بوغانمي، المرحوم خالد العيفه وسهيل العبيدي... لكن، السيد يوسف قويدر اعرب لنا عن رغبته في التخلي عن رئاسة الجمعية في نهاية الموسم الرياضي الحالي، بعد 8 سنوات العمل، بسبب غياب الدعم والمساندة المادية من عديد الاطراف. * السيد رفيق بالحاج احمد (الكاتب العام): من أهم الطموحات التي سنسعى الى تحقيقها طبعا البقاء بالقسم الشرفي، مع مزيد العناية بأصناف الشبان. كما نطلب بكل لطف تمكيننا من التجهيزات اللازمة للقاعة الرياضية المغطّاة وكذلك الشروع في اقرب وقت ممكن في بناء المركّب الرياضي الجديد بحيّ التضامن المبرمج بين سنتي 2005 و2010. وخاصة طلب تهيئة الملعب البلدي ونحن نعوّل على البلدية التي ما انفكت تدعم الجمعية. * حسام الحاج علي (مدرّب الاكابر): وجدت الفريق في ظروف صعبة باعتبار أن النتائج كانت اقل من طموحات المسؤولين. لدينا مجموعة كبيرة من الشبان سنحاول الرفع من معنوياتهم والعمل على تحسين مستواهم بهدف تحقيق نتائج تليق بالفريق. * محرز بن جعفر (مدرّب الاواسط): جمعيتنا لها مستوى جيّد وبامكانها اللعب من اجل الادوار الاولى لو تتوفّر لها الامكانات المادية اللازمة. فرغم الظروف الصعبة فإن صنف الاواسط يحتل المرتبة الثانية ويضم ثلاثة او اربعة عناصر قادرة على تعزيز فريق الاكابر خلال مرحلة الاياب. جمعية التضامن الرياضي مدرسة عريقة وبامكانها ان تنجب عديد اللاعبين البارزين مثلما أنجبت أنيس الولهازي وغيره، لكن بشرط ان تلتف كل الاطراف حول النادي حتى نصلح ما يجب اصلاحه. * جمال الخرازي (مدرّب فرع المصارعة): سأعمل جاهدا بالتعاون مع المدربين عزالدين عجرودي وبشير بوعزيزي على تحقيق أفضل النتائج باعتبار أن جمعية التضامن الرياضي تعتبر من اعرق الجمعيات الرياضية في المصارعة حيث ساهمت في تكوين عديد المصارعين كما نطمح الى الفوز بلقب البطولة في صنف الاصاغر. * وليد الصغيّر (لاعب): أكيد أن نتائج الجمعية ستتحسن بقدوم المدرب حسام الحاج علي الذي سنساعده على العمل بكل جديّة لتحقيق افضل النتائج. كما نطلب من الجامعة التقليص من مدّة العقوبات او الاعفاء التام لعديد اللاعبين الذين تم اقصاؤهم في نهاية الموسم الماضي، والدعوة الى تحسين اوضاع اللاعبين باعتبار ان اغلبهم عاطل عن العمل. * محرز عمدوني (لاعب): سنحاول تجاوز مرحلة الذهاب من خلال الاستعداد الجيد لبقية المشوار حتى نتمكن من البقاء بالقسم الشرفي، وذلك بالعمل والتطبيق خلال التمارين. من جهتي ادعو كل الاطراف المسؤولة الى النظر في الوضعية الاجتماعية للاعبين بسبب البطالة التي يعانون منها. * مراد العبيدي (مشجّع): نتمنى لجمعيتنا كل خير، من جهتنا كأحباء يجب ان نساهم في مساعدة الجمعية ولو معنويا لتجاوز الظروف الصعبة التي تمرّ بها، لدينا مجموعة من الشبان المغرومين لذلك يجب تشجيعهم ومساندتهم حتى يحققوا نتائج باهرة. * محمد صالح العبيدي (مشجع): جمعية التضامن الرياضي تتحسّن من موسم الى آخر، وان شاء الله تتخلص وضعيتها الحرجة التي تمر بها حاليا. من الواجب علينا كأحباء ان نقف الى جانب الفريق ومساندته ولو معنويا. طلب عاجل توقفنا على حقيقة مرة أثناء اجراذنا لهذا التحقيق تتمثل في الحالة الرديئة جدا للملعب البلدي بالمنيهلة (غياب المدارج، برك المياه، غياب الشباك...) وهو ما أجبر رئيس الجمعية في احدى الجولات على تأجير صهريج لتجفيف المياه حتى يصبح الملعب صالحا ولو نسبيا لاجراء المقابلة. وقد رجانا مسؤولو الجمعية أن يتوجّهوا بطلب عاجل عبر جريدة «الشروق» الى بلدية حي التضامن لتتولى تهيئة الملعب في اقرب ممكن، وهم يعوّلون على تفهّم البلدية لطلبهم لأنه لولا مساهمتها المادية الكبيرة لما أمكن لجمعية التضامن الرياضي ان تنشط.