الدوحة الشروق : فيصل البعطوط شكل حضور الرئيس الامريكي السابق «بيل كلينتون» الحدث بدون منازع في ختام اشغال ملتقى الحوار الامريكي الاسلامي الذي انتهى امس في الدوحة.. و قد زخرت محاضرته التي القاها على وقع اصوات الملاعق و الصحون امام ضيوف يتناولون وجبة الغداء, بالعبارات العاطفية مثل «الحب و الايمان و القيم و الجنة و القديسين و الحقائق النسبية، و الالم لرؤية الذين اصغر مني سنا يموتون في اسرائيل و فلسطين». ووصف الحاضرون محاضرته التي صفقوا لها طويلا بانها «عاطفية و محترمة» .. اذ دعا خلالها العالم الاسلامي و الولاياتالمتحدةالامريكية الى بناء علاقة حب و تفاهم مشترك، بدلا عن ثقافة الكراهية التي برزت بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر، و رفع كثيرون لبعضهم ابهاماتهم متجهة الى فوق، بمعنى «برافو» للرجل الذي ردد اكثر من مرة «وبخونا على اننا نجهلكم لكن لا تتهموننا باننا نكرهكم».. و كان «كلينتون» يتحدث عن طريقة التغلب على سوء الفهم، قائلا «يجب ان نفعل شيئا معا»، و اضاف «اننا نفعل ذلك الان عن طريق هذا الحوار».. و كان المؤتمر الذي بدأ قبل يومين في العاصمة القطرية قد استضاف اكثر من مائة و خمسين شخصية من امريكا و الدول الاسلامية لمناقشة جملة من المحاضرات القاها سياسيون سابقون و مباشرون , كما اعلن امير قطر ان الدوحة ستصبح المقر الدائم لمنتدى قطر بروكيغز للحوار الامريكي الاسلامي. و كال «كلينتون» المديح للحضارة العربية و الاسلامية و»اسهامها في الحضارة الانسانية عبر اسبانيا و منها الى اوروبا»,, و قال ان « كثيرا من الامريكيين لا يعرفون الا القليل عن العالم الاسلامي ... في حين ان الاسلام هي الديانة الاسرع نموا في الولاياتالمتحدةالامريكية « و اضاف ان «احداث الحادي عشر من سبتمبر قالت للامريكيين، يجب عليكم ان تعرفوا العالم من حولكم اكثر».. و قال بالخصوص ان اشياء كثيرة من الممكن ان تتغير في الاتجاه الايجابي مضيفا «انظروا الى ما حدث مع العقيد معمر القذافي .. انني لم اكن اتصور ان اعيش ليوم ارى فيه هذا الامر يحدث,, و لقد هنات رئيس الوزراء توني بلير بانجازه».. و مضى معددا اوجه المصالح المشتركة بين الطرفين في العراق و في افغانستان وفي فلسطين و»في شراكة عالمية لاقتفاء اثر الارهابيين»..و قال ان «افضل ما فعله الرئيس بوش كان عندما ذهب الى الجامع في امريكا و قال للمسلمين ان معركته مع الارهاب و ليس مع المسلمين». و اشاد «كلينتون» بما رآه في قطر و في دول الخليج «من اهتمام ببناء مستقبل مختلف عبر التعليم الحديث و الصحة».. و استعرض نموذج المدينة التعليمية التي زارها في الدوحة، و ابدى اعجابه بها و عبر عن «الامل في ان تكون مستقبل المنطقة باسرها و ليس مستقبل قطر وحدها».. و قارن المتحدث بين ما تقدمه المدينة التعليمية من تعليم عصري حديث و بين «نصوص منتقاة و تعليم ديني بحت « لكنه استطرد بانه يحترم المدارس الدينية التي ارتادها في صغره مع اعتقاده «بان عليها ان تدرس الفنون و الاداب ايضا».. و عدد «كلينتون» مواقف امريكا في مناصرة المسلمين في الصومال و باكستان و الكويت و البوسنة «حيث حدث انتهاك للمسيحية مثل الانتهاك الذي حدث للاسلام في 11 سبتمبر».. و استطرد قائلا «لكن مع ذلك نحن بشر نخطئ و نصيب « مشددا بتاثر على «عجز الجميع على ايقاف الاقتتال المتبادل بين الفلسطينيين و بين الاسرائيليين رغم اننا نعرف طريقة فعل ذلك .. لكننا نترك الاطفال يموتون من الجانبين بدون حيلة». و كان وصول الرئيس «كلينتون» الى فندق الريتز كارلتون حيث عقد الملتقى مرتديا ملابس رياضية، قد شكل حدثا في حد ذاته، لكن ذلك لم يمنع الذين يرونه لاول مرة من الملاحظة بانه قد تقدم في السن.. و في حين اكتفى بتوزيع الابتسامات وهو في طريقه الى المصعد، ثم في عودته متانقا الى الخارج، فقد امضى قرابة النصف ساعة في بهو الفندق بعد ان عاد من الخارج حوالي الساعة الحادية عشرة ليلا.. و قضى وقتا وهو يصافح الجميع و يتباسط مع النادلات اللاتي التقطن صورا تذكارية معه .. كما لفت نظر الجميع مشهد من العناق الحار و الطويل بينه و بين المسؤول الامني السابق في السلطة الفلسطينية محمد دحلان الذي وصفه في محاضرته ب»الرجل الذي امضى معه اياما و ليالي بدون نوم».. في حين كان الحاضرون من بعيد يتبادلون التعاليق الطريفة حول «السيقار» و «مونيكا لوينسكي».. و لم تسلم من ذات التعاليق مذيعة تلفزيونية حضرت الى الفندق بشعر مصفوف على طريقة «مونيكا».. و في الاثناء نفى رئيس طهاة الفندق ان تكون ل»فخامة الرئيس» طلبات خاصة في الاكل، مدللا على ذلك بانه تناول غداءه المكون من الارز و الدجاج و بعض الخضار مع جميع الحاضرين الذين وزع عليهم الطبق نفسه.. و اكد احد مرافقيه الخاصين ان ليس للرئيس اي طلبات خاصة في الغرفة او الديكور، لكنه لا يعلم كم يتقاضى لقاء محاضراته .. و كان «كلينتون» قد جلس قبل محاضرته في قاعة جانبية وجد فيها وزير خارجية قطر و الاردن، ثم التحق بهما وزير النفط الكويتي، قبل ان يفد الجميع الى قاعة الغداء حيث كانت الكاميراهات و عدسات «الجوال ابو كاميرا» و الاعين الفضولية تلتقط تحركات الرئيس الذي طبقت سمعته الافاق...!