نظرت الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بالمنستير مؤخرا في قضية سرقة موصوفة من محل مسكون باستعمال التسور والخلع تورّط فيها ثلاثة شبان كانوا يمنّون النفس باجتياز الحدود خلسة. وانطلقت الابحاث في هذه القضية عندما تقدم رجل من أحد مراكز الامن بالمهدية معلما بتعرض محله للسرقة من قبل مجهول وبتحول رجال الامن الى عين المكان لاحظوا علامات خلع واضحة استهدفت مستودعا تابعا لمحل الشاكي. وكشفت التحريات عن اختفاء محرك مركب صيد ودراجتين ناريتين ضخمتين عمد مجهولون الى سرقتها في ساعة متأخرة من الليل دون أن يخلّفوا وراءهم أي أثر يمكن ان يكشفهم. دوافع السرقة تكشف اللصوص أيقن رجال الشرطة بعد معاينة المحل المستهدف للسرقة أن الذي اقترف العملية أكثر من لصّ نظرا لثقل المسروق كما ايقنوا أن الجناة قد اخضعوا المحل الى مراقبة دقيقة مكنتهم من معرفة محتوياته وطريقة ولوجه والساعة المناسبة لذلك، ولهذا كثّف رجال الشرطة من دورياتهم في الاسواق الاسبوعية أين يمكن ان تروّج الدراجات النارية كما شكوا في امكانية استغلال اللصوص لمحرك مركب الصيد في الابحار، فأمسكوا بهذا الخيط وظلّوا يتحرّون في الامر الى أن أثمرت جهودهم الاشتباه في شاب كان يسعى الى شراء مركب صيد صغير دون ان تكون له أية علاقة بمهنة الصيد او بممارسته من باب الهواية. أغرى الامر المحققين فواصلوا تتبع حركات الشاب التي عزّزت شكوكهم فتصبوا له كمينا كشف عن عزم المشبوه فيه تسخير المركب لاجتياز الحدود خلسة صحبة شابين آخرين فتمّ إلقاء القبض عليه واستجوابه فاعترف بأنه قد تولّى سرقة محرك مركب الصيد ودرّاجتين ضخمتين صحبة صديقيه بعد ان تفطنوا الى وجود المسروق في المستودع عن طريق الصدفة حين كانوا ذات يوم يتنزهون في المكان فخامرتهم فكرة الاستيلاء على المحرك واستغلاله في ما بعد في اجتياز الحدود خلسة لذلك عمدوا الى مراقبة المحل وعرفوا مداخله جيدا، وانطلقوا ذات ليلة حالكة الظلمة لتنفيذ ما اعتزموه متسلحين بمفك براغي من الحجم الكبير فتسوروا الحائط وانطلقوا منه نحو باب المستودع الخلفي ليعاودوا قفله وتمكنوا من خلعه فحملوا المسروق وغادروا المكان بسرعة، وقد فرّط ثلاثتهم في الدراجتين بمبالغ متفاوتة وقرروا ان يشتروا بالثمن مركب صيد يبحرون به لكنهم وقعوا في قبضة الشرطة قبل ان يحققوا هدفهم. وأمام المحكمة اعترف الشبان الثلاثة الذين تتراوح أعمارهم بين 22 سنة و25 سنة وأعادوا سرد تفاصيل فعلتهم طالبين الصفح، لكن المحكمة أرجأت البت في القضية الى جلسة لاحقة.