تمكن رجال فرقة البحث والتفتيش التابعة للحرس الوطني ببنعروس مؤخرا من القاء القبض على شاب متزوج كان صدر ضده 22 منشور تفتيش من طرف عديد الوحدات الأمنية والعدلية. وكان الشاب الموقوف معروفا على مستوى جهته السكنية في ولاية بن عروس بعدوانية كبيرة وبسلاطة اللسان خاصة حين يكون في حالة سكر اذ يخدش أعراض الناس ويتطاول على مقام الجلالة... ويفتعل المشاكل والخصومات والعراك مع كل من هبّ ودبّ... فبات مزعجا ومثيرا للقلق ومصدرا للخوف وقد تعددت الشكاوى وتلاحقت بطاقات التفتيش حاملة عناوين مختلفة منها الاعتداء بالعنف والإضرار بملك الغير وبيع الخمر خلسة وقضايا أخرى ذات صبغة أخلاقية. «تكتيك» الكهوف كثفت مختلف الوحدات الأمنية والعدلية من مجهوداتها للقبض على المطلوب رقم (1) في الجهة... لكنه كان يختفي عن الأنظار في كل مرة يقع الاقتراب منه حتى بات واضحا أنه يعتمد على معاونين يرصدون أعوان الأمن ويوفرون له مجالا واسعا للتحرك والاختباء عند محاولات القبض عليه ويعلمونه بأوقات الهدوء والطمأنينة ليباشر نشاطه المتمثل في بيع الخمر خلسة. غير أن فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني ببنعروس أخذت بعين الاعتبار هذا «التكتيك» وراقبت المتهم وترصدته وشددت الخناق عليه حتى تمكنت من محاصرته في دائرة ضيقة لا مخرج منها فلم يجد مكانا يلجأ إليه غير منزل والدته الذي كان محاصرا أيضا من جميع الجهات، كانت العيون التي تتابعه هذه المرة يقظة جدا وقد تأكدت من دخوله الدار وأيقنت من أنه لن يفلت هذه المرة. فسارع الأعوان لمداهمة المنزل وبدؤوا في البحث عنه ففتشوا زواياه ركنا ركنا وشبرا شبرا... ولكن لم يعثر له على أثر . تحت السرير اندهش الأعوان وصعقوا ولكنهم كانوا متأكدين من دخوله المنزل ورأوه رؤية العين التي لا ريب فيها ولا شك فعاودوا التفتيش وقضوا ساعة كاملة دون يأس حتى تفطنوا في النهاية الى كهف محفور تحت أرضية المنزل يمكن المرور اليه عبر فتحة في عتبة الباب الرئيسي وهي فتحة محكمة الإغلاق ومهمشة وقد استعملها المتهم لتخزين واخفاء كميات كبيرة من المشروبات الكحولية بمختلف أنواعها وقد مثل هذا الاكتشاف حلا للغز «ذوبان» المتهم وأوحى لرجال الأمن بفكرة كهف آخر للإختفاء... فواصلوا بحثهم ووجدوا الاجابة في غرفة نوم والدة «المطلوب» وبالتحديد تحت سريرها حيث عثروا على فتحة أخرى محكمة الغلق أيضا تؤدي الى كهف صغير تمدد بداخله المفتش وكان في صحة جيدة رغم انعدام التهوئة بالمكان فتم ايقافه في الحال. اتسمت عملية القبض على المتهم بالتشويق والغموض إلى آخر لحظة ولم تمر مرور الكرام فقد تجمع قرابة ألفين أو أكثر من سكان الحي لمتابعتها... وعبروا عن فرحتهم وابتهاجهم بنجاح رجال البحث والتفتيش للحرس الوطني في وضع حد لخوفهم وقلقهم.