بعد ان أخذت طوال الأشهر الماضية مسافة واضحة من المعارضة السورية باشرت موسكو أمس محادثات مع هذه المعارضة في موقف رأى فيه مراقبون «انقلابا» في الموقف الروسي حيال دمشق...أعلنت موسكو أمس أنها تجري اتصالات بالمعارضة السورية فيما بدا أنه تطوّر لافت للنظر في الموقف الروسي من الاحتجاجات التي تشهدها سوريا والتي خلّفت أمس حصيلة جديدة من الضحايا الذين سقطوا هذه المرة في بلدة «كناكر» بمحافظة ريف دمشق.وقال الناطق باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش إن ديبلوماسيين في السفارة الروسية بدمشق عقدوا لقاءات مع ممثلي المعارضة السورية وأطلعوهم على الموقف الروسي من الوضع في سوريا، حسب قناة روسيا اليوم.«انقلاب» روسي؟ويذكر ان روسيا دعت المعارضة السورية مرارا الى الدخول في حوار مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد وقبول المبادرات الديمقراطية التي تقدّم بها النظام.يشار الى أن روسيا حذّرت الدول الغربية كثيرا من دعم المعارضة السورية مؤكدة أنها تضم فصائل مسلحة كما أنها ترى في ذلك تدخلا في الشأن السوري الداخلي مما قد يؤدي الى تدهور الأوضاع بالمنطقة.وعلى صعيد الجهود الديبلوماسية لحل الأزمة التي تشهدها سوريا أكدت مصادر ديبلوماسية أوروبية في دمشق زيارة موفد لوزير الخارجية الألماني الى دمشق منذ أيام وذلك للمرة الثانية خلال شهر واحد.وقالت صحيفة «الوطن» السورية الحكومية إن الموفد التقى وزير الخارجية وليد المعلم ونقل اليه مطالب المعارضة السورية واستمع منه الى ما تم انجازه حتى الآن من إصلاحات وما هو قادم وآلية إصدار القوانين والأخذ بالملاحظات التي تتلقاها الحكومة من مواطنين ومعارضين أيضا بعثوا بآرائهم.وأكدت المصادر أن المبعوث الألماني التقى ايضا في دمشق معارضين واستمع منهم الى مطالبهم.وأضافت المصادر ان موفد وزير الخارجية الألماني نصح من التقاهم في «معارضة الداخل» بالمشاركة في الحوار الوطني وطرح ما لديهم من أفكار ليكونوا شركاء في عملية الاصلاح الجارية كما نقل اليهم جدية والتزام الحكومة السورية في كل ما تطرحه من اصلاحات.قتلى واعتقالاتمن جهة أخرى أعلنت مصادر حقوقية ارتفاع عدد القتلى برصاص الأمن في بلدة «كناكر» الى 11 شخصا.وذكرت المصادر أن قوات الأمن اقتحمت البلدة واعتقلت 300 شخص وقتلت عديد المحتجين.وأوضح المرصد السوري لحقوق الانسان ان حوالي 14 حافلة خضراء اللون مليئة بعناصر مدججة بالسلاح وبسيارات فيها عناصر مسلحة بأسلحة رشاشة شوهدت في الشارع العام معربا عن تخوفه من بدء حملة مداهمات للبيوت واعتقالات.وفي الوقت نفسه اعتصم مئات المحامين أمس في القصر العدلي بحلب شمال دمشق للتأكيد على حرمة الدم السوري والمطالبة باستقلالية نقابة المحامين.