عزت مصادر مطلعة أمس اغتيال عبد الفتاح يونس الى محافظته على علاقاته القديمة بالنظام الليبي مؤكدة رصد «الناتو» لثلاث مكالمات أجراها يونس مع «طرابلس» فيما حذّرت أوساط أمريكية «الانتقالي» من خسارة الدعم الدولي وقطع المساعدات الأمريكية. وأفادت جهات إعلامية ميدانية في بنغازي أنه تمّ إيقاف عبد الفتاح يونس واثنين من مساعديه وأودعوا بثكنة تابعة للمعارضة المسلحة لاستجوابهم الثلاثة حول ارتباطهم بالسلطات الليبية. 3 مكالمات... واتهامات للعقيد وأشارت الى أن «الأطلسي» رصد 3 مكالمات هاتفية ليونس مع كتائب القذافي عبر هاتف «الثريا». وأضافت أن بعض الجهات في بنغازي تتهم اللجان الثورية المناصرة للعقيد باغتيال القائد العسكري للثوار. ونقلت عن مسؤول في «الانتقالي» قوله إن تدخل القذافي واضح جدا في هذه العملية مؤكدا أن كافة المؤشرات تصبّ في هذا الاطار.. بدوره، قال ابن شقيق يونس إن عمّه قتل عقب تعرّضه لإطلاق النار وانه تمّ إحراق جثته. وتعهّد بالثأر لمقتل عمّه مشدّدا على ولاء قبيلته (العبيدات) والقوات الخاصة للمجلس الانتقالي ورئيسه مصطفى عبد الجليل. وكان قد عُثر على جثة عبد الفتاح يونس متفحمة في وادي القاطرة على بُعد نحو 40 كيلومترا من بنغازي. وشيّع الآلاف في بنغازي عقب صلاة الجمعة جثمان عبد الفتاح يونس. وتوعّد الثوار بالثأر من كتائب القذافي وإحراز النصر العسكري والسياسي الذي طالما حلم به قائدهم العسكري. من قتل يونس؟ إلا أن اغتيال القائد العسكري للثوار وضع أكثر من نقطة استفهام حول هوية قاتليه وأكد وجود مجموعات مسلحة «غير خاضعة ولا تابعة» للمجلس الانتقالي. وقد وجّه لها مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي تحذيرا داعيا إياها الى الانضمام الى قوات المعارضة أو الى قوات الأمن المسؤولة عن حفظ النظام في المدن المحررة. ورأى إبراهيم الدباشي المسؤول في المجلس الانتقالي أن اغتيال يونس لن ينال شيئا من همّة الثوار وعزمهم على إسقاط نظام القذافي ولكنه نبّه الى خطورة وجود «جناح» تابع للنظام صُلب المجلس الانتقالي. بدوره اعتبر جيف بورتر من مؤسسة «تورث أفريكا ريسك» أن قتل يونس مؤشر على الانقسامات التي بدأت تظهر داخل «الانتقالي» خلال الأشهر القليلة الماضية وان الأيام القادمة ستكشف عن انقسامات أشدّ فظاعة بين المتمردين الأصليين وأعضاء النظام السابق. من جهته، أكد مراسل هيئة الاذاعة البريطانية ال«بي بي سي» أن مقتل القائد العسكري سيغذي الشكوك الدولية حول إمكانية دعم الانتقالي الليبي. تحذيرات أمريكية وفي سياق متصل، كشفت صحيفة «أندبندنت» البريطانية عن توجيه عضو مجلس الشيوخ الأمريكي عن الحزب الجمهوري «جون ماكين» تحذيرا للمعارضة الليبية باستعداء الولاياتالمتحدة وخسارة الدعم الدولي ما لم تتخذ إجراءات حاسمة لوقف انتهاكات حقوق الانسان على أيدي مقاتليها. وأضافت ان تحذيرات ماكين للمعارضة الليبية جاءت عقب اعتراف لندن بها ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الليبي وطردها ديبلوماسيين ليبيين. وأشارت الى أن ماكين حثّ محمود جبريل مسؤول الشؤون الخارجية في «الانتقالي» على التحقيق بالانتهاكات الموثقة ومحاسبة المسؤولين عنها وضمان التزام قوات المعارضة العسكرية بمبادئ العدالة وحقوق الانسان.