العميد عبد الرحمان ابراهيم بن عبد العزيز، رئيس فرقة الإغاثة الاماراتية بمخيمات اللاجئين بذهيبة وراس جدير تحدث ل«الشروق» بكل عفوية وتلقائية عن دعم دولة الامارات العربية المتحدة لشقيقتها تونس في هذه المرحلة التاريخية الصعبة. حضرة العميد رفعتم في دولة الامارات شعارا عظيما يقول: «إماراتي وأفتخر». بماذا يمكن أن يفتخر العرب في هذه الأيام الصعبة التي تمر بها الأمة؟ فعلا هي أيام صعبةيمر بها البعض من أشقائنا في بعض الدول العربية وألمي شخصيا من ألم قادة الدولة في الامارات العربية المتحدة الذين لا همّ لهم اليوم إلاّ إعانة وإغاثة مئات الآلاف من النازحين واللاجئين والفارّين من جحيم الحرب المندلعة هنا وهناك في كذا دولة عربية. نحن نأسف لما آلت إليه الأوضاع، لكننا في دولة الامارات لا يمكننا الاكتفاء بالأسف فواجب الأخوّة يفرض علينا اليوم التحرك لانقاذ كرامة الانسان العربي وكذلك كل الذين تشرّدوا نتيجة الحرب، لذلك كانت دولة الامارات العربية المتحدة حاضرة منذ الأيام الأولى لبداية الأحداث المؤلمة في ليبيا وركزت مخيّمين الأول في الشوشة براس جدير والثاني بمدينة ذهيبة المتاخمة لمنطقة الجبل الغربي في ليبيا. كنا نعلم أن الشقيقة تونس كانت تمر بظروف صعبة ولا يمكن بأي حال من الأحوال ترك تونس تقاوم وحدها أعباء الآلاف من البشر الذين لجؤوا إليها، بل كنا ننظر الى شعبنا العظيم في تونس بانبهار كبير وهو يهبّ لنجدة التشاديين والصوماليين والسودانيين والبنغال والفليبيين وطبعا الأشقاء الليبيين لذلك جاءت التعليمات فورية من القيادة الاماراتية للتحرّك من أجل مدّ المساعدة للشقيقة تونس وهذا نوع آخر من الافتخار لنا كإماراتيين أن نكون هنا في هذه الأرض الطيبة التي نحملها في قلوبنا ووجداننا. هل من فكرة عن حجم المساعدات التي منحتها دولة الامارات؟ حتى أكون صريحا معك، الأرقام لا تعني شيئا أمام معاناة الانسان ونحن في دولة الامارات العربية المتحدة دوافعنا هي بالأساس إنسانية لذلك سنكون سعداء لمّا نمكّن كل لاجئ من حاجياته الى حين عودته الى بلاده سالما. ثم هل العمل الانساني عملية تجارية حتى نتقيّد بالأرقام؟! فأمام رجل مسن مريض أو سيدة على أبواب الولادة أو طفل بدون حليب أو مصاب فقد عضوا من جسمه تنتفي كل الأرقام فلن نشعر بالسعادة إلاّ متى خفّفنا عنهم آلامهم. حضرة العميد، بعد أكثر من أربعة أشهر على بداية الحرب في ليبيا لاحظنا تراجع دور العديد من منظمات الإغاثة ولم نعد نرى على الميدان من جهد يذكر لها بماذا تفسّرون ذلك؟ أنا أوّجه دعوة ملحّة إلى كل المنظمات الانسانية بالايفاء بتعهداتها تجاه الشقيقة تونس وأقول لكل الأطراف إنّ ما يحدث الآن في هذه المنطقة من العالم مسؤولية الجميع ومن ثمّة لا بدّ من إعادة تنشيط عمليات الاغاثة مع تأكيدي أنّ دولة الامارات العربية المتحدة ستواصل دعمها لتونس مادّيا ومعنويا حتى تمرّ هذه الأزمة بسلام وهذا ما أكدته صاحبة الفخامة الشيخة لبنى وزيرة التجارة في دولة الامارات في زيارتها الأخيرة للمخيّمات مع شقيقها وزير الدفاع التونسي. فالامارات العربية المتحدة ماضية قدما في مواصلة مسيرة الاغاثة جنبا الى جنب مع جميع الأطراف مهما كلّفها ذلك من تضحيات. كيف تقيّمون مستوى التدخل الانساني لدولة الامارات في تونس الى حدّ الآن؟ أنا شخصيا أجتمع يوميا بأعضاء فريق الاغاثة سواء في ذهيبة أو في راس جدير وأقول لهم ما تقومون به جيّد، لكن لا بدّ من تحسينه فحتى يبقى الجيّد جيّدا لا بدّ من تدعيمه والرفع من جودة الأداء على الميدان لذلك لن يهدأ لنا بال حتى نرى كل اللاجئين قد عادوا الى بلدانهم في ظروف جيدة مما يحفظ لهم كرامتهم على أنني سعيد وفخور جدّا بالعمل مع رجال أفذاذ من تونس الحبيبة كالعميد السوسي بما أنها ستمكن الحماية المدنية التونسية من دعم حضورها الميداني وبالتالي تطوير أدائها وجهدها في إغاثة أشقائنا الليبيين.