أصول تاريخية، وجهة صناعية، أراضي فلاحية، طاقة بشرية نشيطة تجاوزت الستة عشر ألف نسمة، تهميش، وتجاوزات بالجملة، مفارقة غريبة تعيشها معتمدية سيدي بوعلي قطعة من قطع جوهرة الساحل ولكنها بقيت في الظل إلى يومنا غارقة في العديد من المشاكل. تعددت المراسلات على امتداد سنوات وتاهت مطالب الأهالي بين التجاهل والتعتيم والمحسوبية ولكن لم يتشف هؤلاء الأهالي الذين عرفوا بدماثة الأخلاق و الطيبة والكرم ولم تنحرف ردود أفعالهم اثناء الثورة فكانت سيدي بوعلي من المناطق القليلة التي لم تلحق مؤسساتها أي أضرار حيث سهر الأهالي على حمايتها وأمام طول انتظارهم لتلقي أجوبة حول بعض المطالب الإستعجالية قرروا الإعتصام السلمي ومن هذه المطالب توفير سيارة اسعاف وإحداث قسم صحي استعجالي وتهيئة المستوصف ببعض الأطباء المختصين ومنهم في مجال الأشعة حيث توفرت الآلة منذ سنوات ولكن بقيت عرضة للغبار دون تشغيل، تفعيل اتفاقية انتداب 30 بالمائة من المنتدبين في مطار النفيضة من بين العاطلين بهذه المعتمدية، إضافة إلى حالات التلوث التي تتفاقم من يوم إلى آخر بسبب بعض المشاريع الصناعية التي ركزت بعلاقات شخصية دون مراعاة الصالح العام مثل شركة تربية الأسماك ومعمل الحليب ومعمل السفن إضافة إلى مطالب أكدوا أنها مرحلية منها بعض الإحداثات المتعلقة بقسم توليد، حفرآبار عميقة في المناطق الفلاحية، إعادة تقسيم المنطقة البلدية وخاصة المجال البحري والشاطئي، إعادة تأهيل وإصلاح المنطقة الفلاحية وتوسيع المنطقة السقوية، رفع المعيقات المعطلة لبناء دارالثقافة وتنمية النشاط الثقافي بالمدينة تعزيز المعهد والمدارس الإعدادية بالمخابر والتجهيزات العلمية والتقنية. الوالي في الإنصات وتفاعلا مع مختلف تلك المطالب وحرصا منه على تجنيب الجهة المزيد من المضاعفات السلبية خصّص والي سوسة السيد محمد فوزي الجاوي زيارة عمل إلى جهة سيدي بوعلي صاحبه فيها مختلف المديرين الجهويين وواكبتها «الشروق». انطلقت هذه الزيارة بلقاء شعبي ببلدية الجهة حيث استعرض الوالي مختلف المطالب المعروضة وبوّبها حسب مختلف القطاعات ردّ عليها كل مدير جهوي في مجاله، وعرفت هذه الجلسة انقطاعات واحتجاجات عديدة بدأت بالمطالبة بطرد الوجوه التجمعية التي حرصت على حضور اللقاء والجلوس بجانب الوالي وتعددت هذه الإحتجاجات لتصل إلى الغضب وعدم الرضا بسبب ما وصفوه بالتسويفات والأجوبة غير المقنعة من طرف المديرين الجهويين والتي لم تقطع مع العهد البائد على حد تعبيرهم. مطالب مشروعة ولكن تصرفات متهورة إلى جانب الفوضى العارمة التي طغت على مختلف فعاليات الجلسة و التي تجاوزت في العديد من الفترات المعقول حيث جسم البعض اعتداء على هيبة الهياكل حيث لم يتردد العديد في التهجم على الوالي وتجاوز ما هو لائق حتى من الجانب الإنساني وهبّ العديد إلى الطاولة التي يجلس وراءها الوالي وبقية المسؤولين وانتقلت الجلسة إلى مطالب شخصية وصلت أحيانا إلى التعجيز ووصلت احتجاجات البعض إلى حد منع الحافلة المقلّة للوالي ولمن صاحبه من التحرك وتجنبا لحدوث ما شابه ذلك خيّر الوالي عدم النزول من الحافلة في زيارته لمنطقة السويح حيث تجمّع العديد لتمرير مطالبهم الشخصية مما جعلهم يلتجؤون بعد مرور الحافلة إلى غلق الطريق كتعبير عن احتجاجهم ومهما يكن من أمرفما حدث لا يمكن أن يحسب على أهالي سيدي بوعلي ولا ينقص شيئا من شهامتهم وسلوكهم الحضاري لأنه يبقى إفرازا لسنوات القمع و التهميش الذي وصل إلى درجات عميقة من الظلم وقد لا تكون مبررا ولكن سببا يمكن علاجه بحسن التواصل والجدية في متابعة وضعية هذه المنطقة وإن كانت الظروف لا تسمح بتحقيق كل المطالب فعلى الأقل تحقيق المستعجل منها وعلى رأسها إيقاف نزيف التجاوزات الحاصلة في تلك المنطقة والتي هي من مخلفات العهد البائد. السويح من المناطق التابعة لمعتمدية سيدي بوعلي وهي صورة ناصعة ودليل قائم بذاته على مدى التهميش التي تعانيه الجهة ككل من انقطاع التيار الكهربائي وحرمان التلاميذ من امتياز النقل وتردّي حالة المدرسة الإبتدائية و«الطرقات» المخرّبة مع وجود امتيازات يتمتع بها أشخاص قاطنين هناك على حساب الأهالي مستعملة نفوذها المالي وعلاقاتها الشخصية. وقد عاين السيد الوالي مختلف الحالات و الوضعيات.