وحسب البحارة ففي أوائل شهر جويلية نفذوا اعتصاما بريا وبحريا وأقاموا حواجز بواسطة 150 مركبا ومنعوا نشاط الميناء الى حين الاستجابة الى مطالبهم وتواصل اعتصامهم لمدة ستة ايام انتهى بجلسة حوار مع السلط المسؤولة وتم التوصل الى حل يرضي جميع الاطراف رغم تجاهل بعض مطالبهم. المطلب الاساسي للبحارة هو تعويضهم واهالي شط السلام وغنوش عن 39 سنة من التلوث سببه الرئيسي المجمع الكيميائي بما جعل البحر يتصحر كليا وتهجره الاسماك الى الاعماق والى مناطق اخرى فتتضاعف كلفة الصيد حتى ان بعضهم يذهب في رحلات صيد الى جرجيس في حين كان صيدهم سهلا على السواحل القريبة. ولفك الاعتصام تم الاتفاق مع السلط المسؤولة على جملة من المقترحات والمطالب لعل اهمها توفير منحة استعجالية للبحارة بقيمة مليار ونصف المليار وتكوين شركة برأسمال 5 مليارات تتولى إعطاء البحارة المنح المتفق عليها ويساهم المجمع الكيميائي بما قدره مليار ونصف المليار في رأسمالها والتزم المجمع في الان نفسه بازالة الفوسفوجيبس وتنظيف الشاطئ من اثار التلوث. وحسب البحارة فقد التزمت الاطراف المعنية عبر محضر جلسة بتوفير القسط الاول من المنحة اواخر شهر جويلية الا ان الشهر المعني اوشك على النهاية ولم يتحصل البحارة على أي منحة بما جعلهم يفقدون الثقة في الاطراف المقابلة بل وسحب البعض الامر على الثقة في انتخابات المجلس التأسيسي برمته! واكد بعض البحارة ان التلوث تسبب لهم في عديد الامراض كالسرطان وهشاشة العظام والفدة وغيرها وقضى على الثروة السمكية التي تمثل مورد رزقهم وفي ذلك بين احدهم ان اعدادا كبيرة من الاسماك وجدت مساء الخميس الماضي على شاطئ السلام ميتة. ومن ناحية ثانية وأثناء نفس فترة اعتصام البحارة اعتصم مجموعة من شباب كتانة بعد ان تم اقصاء أكثرهم من العمل في الشركة البيئية متهمين اطرافا بعينها بالوقوف وراء هذا التهميش مهددين بقطع الطريق الوطنية الاولى في اتجاه الجنوب على مستوى كتانة ان لم يتم التوصل الى حل لمشكلتهم معتبرين ان تشغيل 8 شبان من بين 31 شابا تم تسجيلهم مسألة غريبة وتدعو الى الحيرة ويؤكدون انهم لم يلتجئوا الى هذا الحل الا بعد ان يئسوا من التسويف والمماطلة طيلة اربعة اشهر كاملة.