لم يتغيّر المشهد المألوف في شهر رمضان من كل سنة في ما يخص تعامل البائع والوسيط والمستهلك وبقيت العلاقة تسودها الانتهازية. فالعرض متوفر في كل الاسواق ولا شيء غاب عن الدكاكين المنتصبة في الاسواق او المنتصبين العرضيين الذين يستحوذون من صيف الى آخر على مساحات العرض على حافتي الشوارع وفي وسط المدن وقد ساعدتهم الظروف الاستثنائية على تحوّز مواقع أمام دكاكين وأماكن عامة كل شيء توفر وبكميات هامة الغلال الصيفية معروضة بكل أنواعها الخوخ والتفاح والعنب والعوينة والاجاص وأسعارها من 1500 الى 4500 مليم. أما الدڤلة فأصبحت في شهر رمضان مطلوبة بما ان المواطن التونسي عادة ما يفتتح فطره بحبات منها الا ان أسعارها لم تعرف الاستقرار فالدڤلة في عراجينها تراوحت أسعارها بين 4600 و7 دنانير والحال ان عملية بيعها من صاحب مخزن تبريد للباعة بالتفصيل لا تتجاوز ثمن 3500 مليم للكلغ الواحد. ارتفاع في أثمان الخضر المعدنوس نجم الطبق اليومي للبريك حافظ على قيمته المرتفعة بما انه لا ينزل عن حاجز 400 مليم في حين حافظت الطماطم والفلفل على أثمانها المرتفعة في ذروة انتاجها في كل الاسواق من بني خلاد الى قرنبالية ثم سليمان ونابل. الخبز حتى آذان المغرب في بني خلاد كانت الشروق شاهدة على طابور المزدحمين أمام مخبزة عصرية ظلت تعمل الى غاية آذان المغرب لكنها لم تلبّ طلبات المزدحمين من الراغبين في الحصول على الخبز الصغير «باڤات» فالخبز لم يبق منه شيء في كامل أرجاء المدينة وخبز الطابونة ارتفعت أسهمه وأصبح الحصول عليه صعبا خاصة مع تراجع عدد المخابز اذ بلغ ثمن خبزة الطابونة الواحدة 800 مليم. الانتصاب الفوضوي المرور وسط المدن في شهر رمضان اصبح صعبا بالنسبة الى السيارات فالباعة انتصبوا على حافتي الشوارع واحتلّوا نصيبا من المعبد وعاشت أغلب مدن الوطن القبلي حالة من انعدام التنظيم وهو ما جعل حركة المرور تعرف صعوبات كبيرة فكثرت طوابير السيارات في ظل عدم وجود تدخل لتفادي هذه المظاهر التي تتعقّد خاصة كل يوم في الساعات الاخيرة قبل الافطار. في ما يخص اللحوم الحمراء ارتفعت أثمانها حيث قفز ثمن الكيلو من لحم «العلوش» الى 15 دينارا وهو نفس ثمن «الهبرة» البقري حيث لم ينزل الكيلوغرام من اللحم تحت حاجز ال10 دنانير مهما كانت حالته. أما لحم الدجاج الذي كان يستقطب «الزوّالي» والشعبي فأصبح صعب المنال بما ان الدجاجة لا يقل ثمنها عن 7 دنانير وكذا الامر للأنواع الاخرى. أما الاسماك فقد حافظت على تعاليها وبقيت مرتفعة في كل أسواق الوطن القبلي رغم طول الشريط الساحلي ووجود 3 موانئ.