خلفت المواجهات المسجلة صباح يوم أمس الخميس بين أهالي جبنيانة و المساترية 40 جريحا حالتهم لا تنذر بالخطورة ، كما خلف تدخل قوات الشرطة والحرس و الجيش لفض المعارك بين الجهتين المتنازعتين إصابة جندي خطأ بسلاح زميله تسببت في جروح طفيفة نقل على إثرها إلى المستشفى ..و قد بلغت حدة المواجهات إلى مداهمة المركز الوطني بجبنيانة و الإستيلاء على بعض المعدات الإدارية ..و تؤكد مصادرنا ان أسباب الخلاف بين المنطقتين المتجاورتين لا تعدو وان تكون مجرد خلافات فردية بين متساكني الجهتين الذين تربطهما علاقات وطيدة ، و تشير مصادرنا إلى أن شرارة الخلاف الأولى انطلقت أول أمس بخصومة بين نفرين حول سيارة قيل ان أحدهم أفتكها من صاحبها وهو أصيل منطقة الشابة وقد ناصره أهالي جبنيانة .و لئن هدأ الخلاف بين المتنازعين إلا ان الوضع سرعان ما انفجر من جديد صباح يوم أمس الخميس بسوق الدواب الواقع بمنطقة جبنيانة ، و يتردد أن «خلاف سوق الدواب» حصل بين كهلين أحدهما من جبنيانة و الثاني من المساترية .أسباب الخلاف غير معلومة لكن نتائجها باتت واضحة بعد أن أقدم البعض على إشعال السوق التي تعرضت دكاكينها للحرق و اشتعلت ألسنة النيران بأغلب محلات الخضر و الغلال . كما تعرضت محلات المواد الغذائية للنهب والتخريب .الخصومات ين الطرفين تجاوزت التشابك بالأيادي ليتسلح البعض بالهراوات و العصي و الأسلحة البيضاء ، بل و ببنادق الصيد التي استمع الأهالي إلى دويها في أكثر من مناسبة حسب مصادر « الشروق « المطلعة ، و قد أفادنا شاهد عيان أن الهجومات و الهجومات المضادة تكررت من الجانبين على امتداد كامل صباح يوم أمس الخميس .و قد عمل أهالي جبنيانة على حماية ممتلكاتهم الخاصة و الممتلكات العامة بأنفسهم ومنها المعهد الثانوي و المستشفى الجهوي وغيرهما من المرافق العمومية التي خشي الأهالي عليها خاصة بعد مداهمة مركز الأمن الوطني بجبنيانة و الاستيلاء على بعض معداته الإدارية وغازات مسيلة للدموع و بعض الدروع . ورغم تدخل قوات الجيش الوطني إلا أن الوضع الأمني لم يعرف استقرارا إلا زوال يوم أمس لما تم استقدام تعزيزات أمنية مكثفة من صفاقس في محاولة للسيطرة على الوضع الذي تفاقم بسرعة فائقة فاجأت الجميع .وتشير مصادر مطلعة أن وحدات الجيش و الحرس و الشرطة تمركزت في مداخل المدينة ، ولا تستبعد مصادرنا انه في صورة اتجاه الوضع إلى مزيد التوتر خاصة وان الحالة مرشحة للإنفجار من جديد ، فقد تلتجأ الجهات المعنية إلى فرض حظر التجول . و لئن استقر الوضع الأمني نسبيا مساء يوم أمس الخميس ، فإنه تميز في الأيام الفارطة بهشاشته وهو ما شجع على حدوث بعض عمليات السرقة و النهب ، و قد حملت أغلب الأطراف مسؤولية تدهور الوضع الأمني للحكومة المؤقتة التي لم تقم بفتح تحقيق في عملية حرق و سرقة القباضة المالية و لم تتعامل بجدية مع تطلعات أبناء معتمدية جبنيانة ، فهذه الجهة بقيت محرومة منذ العهد البورقيبي ودفعت ثمن نضالات أبنائها غاليا .