بعد «خيبة الأمل» انتقلت تركيا إلى «نفاد الصبر» بعد إعلان رئيس وزرائها أن بلاده لا تستطيع البقاء متفرّجة وأنه قرّر ايفاد وزير خارجيته اليوم إلى دمشق. أكدت مصادر تركية أنّ أنقرة تستعد لاتخاذ اجراءات جديدة في الموضوع السوري بعد أن صمّت دمشق آذانها عن النصائح التركية. رسالة أخيرة وقالت مصادر رسمية تركية إنّ وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو سينقل الى دمشق «رسالة أخيرة» تربط استمرار الدعم التركي لنظام الرئيس بشار الأسد ب«الاستسلام لمطالب الشعب». وخلصت المصادر الى القول بأنه «لا يمكن السكوت بعد اليوم عما يحصل في سوريا من سفك الدماء العزيزة علينا». وقالت مصادر ديبلوماسية تركية إنّ أنقرة قد تتخذ اجراءات إذا استمرّ الأداء الحالي للنظام دون أن تفصح عن ماهية هذه الاجراءات لكنها أشارت الى أن الأداء السوري سيحدّد الخطوات التركية. وقد استبقت دمشق زيارة داود أوغلو بالاعلان عن أنه سيسمع «كلاما أكثر حزما» وهو ما لم يعجب الساسة الأتراك الذين ردّوا عليها بأن في موقفها قلة تقدير. واستخفت المصادر التركية بالردّ السوري معتبرة أنه كان الأجدر بسوريا اسماعنا مواقف حازمة وصادقة في ما يتعلق بالاصلاحات ورأت في انتقادات المستشارة السياسية والاعلامية للرئيس السوري بثينة شعبان «قلة تقدير للموقف». وكان أردوغان قد تحدث في افطار باسطنبول عن «نفاد صبر تركيا».. وقال «لقد كنا صبورين للغاية حتى الآن والانتظار لمعرفة ما إذا كنا نستطيع حلّ هذه الأزمة أو أنهم يستمعون الى ما كنا نقوله... لكن صبرنا ينفد الآن». وحذّر أردوغان الرئيس السوري بشار الأسد من أن يلقى مصير الرئيس المصري السابق حسني مبارك. من جانبها طالبت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون نظيرها التركي بأن ينقل الى دمشق رسالة واضحة مفادها أن على السلطات السورية إعادة جنودها الى ثكناتهم وأن تطلق سراح جميع المعتقلين. قصف متجدّد ميدانيا تجدّد قصف الدبابات السورية لمدينة دير الزور (شرقا) لليوم الثاني على التوالي واقتحمت قوات الأمن بلدة «معرة النعمان» بمحافظة إدلب في حين ارتفع الى 76 عدد قتلى أول أمس الأحد. ونقلت وكالة «رويترز» عن سكان في المدينة تجدّد قصف الدبابات لحي الجورة والحويقة في المدينة صباح أمس. ونشر ناشطون على الأنترنيت صورا تظهر اطلاق نار وقصفا لمنطقة «الحويقة» في دير الزور صباح أمس لكن الحكومة نفت وقوع الهجوم في ديرالزور. وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء أن دير الزور لم تدخلها دبابة واحدة وفي مدينة حماة واصل الجيش السوري عملياته العسكرية للسيطرة على الأحياء والساحات وسط حركة نزوح للأهالي.