العاملون في المهن الشاقة مثل البناء والمخابز والفلاحة يواجهون صعوبات كبيرة خلال الصوم وتزداد معاناتهم مع الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة. وأنت تتجول وسط العاصمة وفي المدن الداخلية يصادفك عمال البناء والأشغال العامة يعملون تحت أشعة الشمس متحدين الاحساس بالجوع والعطش وقد ذكر السيد عامر أحد العاملين بقطاع البناء: «المهنة قاسية تتطلب مجهودا بدنيا كبيرا وبحكم أننا في شهر الصيام ومع ارتفاع درجة حرارة الطقس وزيادة الأتربة والغبار تزداد معاناتنا». ويضيف : «في اليوم الاول من رمضان صادف أن عملت خارج المبنى وكنت عرضة لأشعة الشمس الحارقة حتى أني شعرت بصداع وألم وواصلت الصيام لأنني واثق من أن أجري عند الله سيكون مضاعفا». ويؤكد نورالدين وهو أحد العاملين في أشغال الدهن: «اضطررت للعمل تحت أشعة الشمس وتصبب مني الكثير من العوق وشعرت بالعطش... لقد خامرتني فكرة الافطار في تلك اللحظة لكن سرعان ما تغلبت على قساوة ظروف العمل والمهنة والحرارة، وبمجرد العودة الى البيت وحلول موعد الإفطار أنسى المعاناة وتلك هي لذّة الصّوم». ويرسم خليل عامل بمخبزة معاناته اليومية في شهر الصيام يقول: «نعمل قرب الفرن الذي تنبعث منه الحرارة لمدة حوالي 8 ساعات يوميا وتضررت أجسادنا وأصيبت بالجفاف واضافة الى حرارة الفرن فإن الارتفاع الكبير لدرجة حرارة الطقس والسهرات الرمضانية تسبب لنا الاصابة بالارهاق وتجعلنا نعمل في ظروف استثنائية قاسية جدا. كما يكشف السيد منتصر أحد العاملين بفريق أشغال تهيئة سكة القطار عن أنهم يتعرّضون لحرارة أشعة الشمس مما يُعسر صومهم ويكونون أكثر عرضة للعطش ولكن قوة ايمانهم تساعدهم على تحمّل قساوة الصيام ولا يقتصر تحدي المهن القاسية في شهر الصيام على الرجال فحسب بل حتى النساء تجدهن وسط الحقول والمزارع يستيقظن في ساعات باكرة للالتحاق بالعمل متحديات قساوة الظروف الطبيعية وارتفاع درجة الحرارة والجوع والعطش ممتثلات لأوامر ربّهم ولواجبهن ازاء الأسرة والوطن خاصة وأن الانفلات الامني خلال الاشهر الفارطة وتردي الاوضاع أجبرهن على هجر مزارعهن وحقولهن فتضررت مصادر رزقهن وبعد استقرار الأوضاع يعتبرنها خير مناسبة للتعويض عما فات ولإنفاذ ما يمكن انقاذه.