تصنف جهة غار الدماء الأولى على المستوى الجهوي من ناحية إنتاج الغلال وذلك بفضل جودة الأشجار المثمرة والمساحة الهامة التي تحتلها داخل القطاع الفلاحي المكانة الهامة لقطاع الأشجار المثمرة لا ينفي وجود صعوبات وعراقيل يمر بها القطاع والتي تمثلت في تراجع الإنتاج كما وكيفا وتقلص المساحات المخصصة لغراسة الأشجار المثمرة. توجد الأشجار المثمرة بجهة غار الدماء في ضيعات خاصة أوتابعة للدولة تمتد على مساحات هامة وشاسعة (عشرات الهكتارات) تخصص في أغلبها لغراسة التفاح والإجاص والخوخ والرمان و البرتقال هذا إضافة للمساحات الصغيرة والتي تعرف ب:الجنان بالمناطق الريفية الجبلية والتي تختص عادة بإنتاج المشمش والتين ينضاف إلى ذلك المساحة الهامة المخصصة للزياتين والتي تتمركز بالمناطق الجبلية والمرتفعات وكلا هذه الأشجار يتراوح معدل إنتاجها بين الجيد والمتوسط وتمثل مورد رزق هام للفلاحين وتوفر كذلك موارد رزق لعديد العائلات بلغت مجملها ما يقارب 5آلاف يوم عمل خلال السنة. صعوبات بالجملة رغم ثراء المنتوج وتنوعه وتغطيته لحاجيات الجهة وتخصيص جزء هام منه للتصدير نحو جهات أخرى من الجمهورية والأسواق الأوروبية فإن القطاع يشهد صعوبات جمة تتمثل في طول انتظار موعد الصابة وخاصة للأشجار الفتية التي يبقى الفلاح ينتظر في بعض الأحيان 05 سنوات هذا إضافة إلى المصاريف الطائلة من أدوية وأسمدة وأدوات الري العصري وإرتفاع تكلفة مياه الري وينضاف لكل هذا غياب الدعم للفلاح الذي يبقى يجابه الوضع بمفرده فيضطر للإقتراض فيدخل في مديونية بلا حدود قد تؤثر في صورة تراكمها على النشاط ويفقد الفلاح صفتي الصبر والمثابرة وهما شرطا النجاح. ثم إن صعوبة التخزين وقلة المخازن ذات المواصفات العالية (التكييف والتبريد وجودة التخزين) بالجهة ومحدوديتها يساهم في إرباك الفلاح وتزايد مشاغله من أجل إيجاد مكان مناسب لتخزين منتوجه وفي ذلك مشكل في البحث قد يسوقه في بعض الأحيان إلى جهات بعيدة فيرتفع سعر النقل والتنقل. وكذلك تتطلب غراسة الأشجار المثمرة في مختلف مراحلها يد عاملة متنوعة ومكثفة وهي في جميع الأحوال باهضة الأجرتثقل كاهل الفلاح الذي يبقى مشتت الذهن بين كل هذه المتطلبات الكثيرة والمكلفة والتي لا يجد لأكثرها الحلول فتضيع جهوده ويضيع معها المنتوج فتتحول الأشجار إلى عب ء كبير فيهملها. الصعوبات سالفة الذكر مجتمعة تتطلب مصاريف طائلة وبالمقابل تكون المداخيل عند الجني والبيع متواضعة وقد لا تغطي في بعض الأحيان المصاريف خاصة عند صغار الفلاحين مع أن الربح وارد في جميع الحالات لكن بنسبة ضئيلة بحكم تكدس المصاريف التي تتطلبها الأشجار على مدار السنة تشمل التعهد والتقليم والمداواة والري. . . للطبيعة والإهمال نصيب الصعوبات هذه التي يعيشها القطاع للطبيعة فيها نصيب حين تحكم قساوتها على بعض الغراسات بالموت قبل أن يحين موعد قطافها وكذلك في البرد الذي يسهم في إسقاط الأزهار والحبات الصغيرة ينضاف إلى ذلك ما قد تسببه كثرة الأمطار من أمراض فطرية تصيب الأشجار وكذلك ما يسببه ريح الشهيلي والحرارة غير العادية من إتلاف للمنتوج وتأثير على جودته. وكلها عوامل طبيعية لا دخل للإنسان فيها وحتى التصدي لها يتطلب مصاريف إضافية وجهد جهيد قد يذهب في أغلب الأحيان سدى أمام قلة ذات اليد أوفوات الأوان ومحدودية فاعلية التدخل. كما أن سلوك الفلاح ساهم في ما آل إليه القطاع من تراجع في الإنتاج والمساحة المزروعة وذلك من خلال عدم تحمسه لتجديد الأشجار وتركها عرضة للتهرم والشيخوخة وخير مثال على ذلك تهرم الضيعات وبخاصة الزياتين والمعلوم أن تهرم الأشجار يساهم في تراجع إنتاجها كما وكيفا وكذلك تراخيه في التدخل عند الضرورة وإنقاذ الإنتاج من التلف تهربا من مصاريف الأدوية ومياه الري و. . . ولإنقاذ القطاع وإعاده دوره الريادي لا بد من التفكير أولا في إعادة تشجير المساحات المغروسة وتمكين الفلاح من مشاتل ذات جودة عالية وبأسعار معقولة ورمزية تحفزه على تعاطي النشاط لا تنفره كما هوالحال مع الأسعار التي عليها المشاتل الآن وهنا لا بد من تدخل مشترك بين وزارة الفلاحة واتحاد الفلاحين لترشيد العملية والوقوف إلى جانب الفلاح حتى يقبل على النشاط بأريحية، وكذلك تكثيف حملات الإرشاد والتوجيه الموجهة لللفلاحيين من طرف المختصين حتى يقدر الفلاح على مجابهة كل الطوارئ والمستجدات بالطرق العلمية الحديثة حتى نضمن بذلك جودة الإنتاج واستمرارا للأشجار التي تمثل قبل كل شيء تاريخ البلاد والجهة واستمرارها كاستمرار تواجد الإنسان منذ الأزل.