يبدو أن الوضع لن يستقرّ قريبا داخل النادي الصفاقسي وأن لعبة شدّ الحبل بين الجمهور والهيئة لن تتوقف على الأقل هذه الأيام لنسأل هل أن ما يجري يمثل حركة طبيعية أم هي بفعل فاعل؟ بعد حادثة 5 أوت لما اكتسح عديد الأحباء الملعب وحاولوا إيقاف الحصة التمرينية الليلية لذلك اليوم لكنهم لم ينجحوا بالصورة المنتظرة واكتفوا بالمناداة بعودة نبيل الكوكي وسب وشتم الرئيس نوفل الزحاف ونائبه الأول المتواجدين في ذلك اليوم على عين المكان أي في مركب النادي حيث جرت الحصة كما أهانوا بعض رموز النادي ونادوا بإبعادهم فضلا عن تهشيم صورة المنصف السلامي وبعد كل ما جرى وبعد الندوة الصحفية التي أجرتها الهيئة المديرة وبعد عدول نوفل الزحاف وعماد المسدي عن تقديم استقالتيهما وخاصة بعد تعيين موعد جديد للجلسة الخارقة للعادة التي تم إلغاؤها في البداية كان الاعتقاد السائد أن الأمور ستعود إلى طبيعتها ويواصل الدرقاع مهامه الوقتية في انتظار حلول المدرب الجديد غير أن الإطار الفني فوجئ أمس الأول خلال الحصة التمرينية المبرمجة بملعب المهيري بصفاقس ابتداء من الساعة التاسعة ونصف ليلا وبعد حوالي 45 دقيقة من انطلاقها باقتحام أربعة أحباء للملعب واتجهوا للمدرب فتحي الدرقاع وحسب شهود عيان قاموا بتهديده إن لم يضم أحد اللاعبين الذين يشغل خطة لاعب وسط ميدان وسبق له أن تقمص أزياء أخرى في جمعيات أخرى وأمام هذه التهديدات الخطيرة التي شملت الدرقاع وأبناءه وزوجته أيضا انسحب فتحي الدرقاع والتحق بحجرة الملابس ونسج على منواله بقية اللاعبين. أين المسؤولون؟ حصل كل هذا في غياب كل المسؤولين الذين لم يحضر منهم أحد باستثناء مرافق الفريق عبد القادر الدو الذي لم يقدر على فعل شيء وهنا يتساءل الجميع وخاصة الأحباء الغيورون عن سرّ غياب المسؤولين ولماذا لم يكونوا في الموعد لحماية الإطار الفني وكذلك كل اللاعبين من أن مفاجأة غير سارة قد تحصل في أي وقت. الدرقاع يتغيّب عن حصّة أمس ومباشرة بعد حصول الحادثة اتصلنا بالمدرب فتحي الدرقاع الذي كان في حالة نفسية صعبة جدا وقد خنقته العبرات وهو يتحدث إلينا من شدة الصدمة التي لم يتوقعها باعتباره مدربا وقتيا وباعتباره خدم النادي الصفاقسي بتفان وإخلاص منذ ما يزيد عن 20 سنة مؤكدا أنه رفع تقريرا للهيئة المديرة وقرّر الانسحاب ابتداء من البارحة في انتظار ما يخالف ذلك وفي انتظار أيضا قرار الهيئة المديرة.