ولد سليمان بن حمودة دالي بمدينة بنزرت سنة 1895والتحق بجامع الزيتونة سنة 1910 وقد أصبح في ذلك العهد حديث كل بيت وكل مدرسة بتونس وجميع الطلبة مازالوا يتذكرون موقفه الشهير في المدرسة المرادية لمّا هوجمت طرابلس من طرف الجيوش الايطالية وقد أثارت تلك الحادثة في نفسه العطف على اخوانه فقام بجمع الاعانات المادية لانقاذ ليبيا من ذلك العدوان الاستعماري. وتأتي حادثتا «الزلاج» و«الترام» ويتتبع الطالب سليمان دالي عن كثب ثورة (خليفة بن عسكر) في الجنوب التونسي ضدّ طغيان السلط الفرنسية (1918) ثم أعقب تلك الثورة من أحداث كبرى مثل الحرب العالمية الأولى (1914 1918) وتأسيس الحزب القديم وما قام به أبناء الشعب من بطولات رائعة. كل هذا حدث أيام تلمذته. لقد تتلمذ على يد كل من محمد بن محمود العبيدي ومحمد الصادق النيفر الذي كان يشهد له بالذكاء والمقدرة وعلى بلحسن النجار ومحمد الخضر بن الحسين وغيرهم... وإثر هذه الأعوام التي قضاها بالزيتونة فاز بشهادة «التطويع» يوم 13 جويلية 1919 بتزكية فائقة من أحمد بيرم وأحمد الشريف ومحمد الطاهر بن عاشور حسب ماهو مثبت بدفتره المدرسي. في أوائل عام 1920 عاد الأستاذ سليمان دالي الى مسقط رأسه بمدينة بنزرت فعمل مع والده كعدل هناك وقبل أن يلتحق بالمحكمة الشرعية عاش فترة انبعاث الحزب القديم يوم 3 جوان 1920 كما شاهد مسيرات العمال ومظاهراتهم في شوارع بنزرت سنة 1924 كما التحق بالمحكمة الشرعية ببنزرت اثر انعقاد المؤتمر الأفخارستي بتونس وقد قضى سبعة عشر عاما في هذه الوظيفة وكان مثالا للاستقامة والصراحة، الى أن سميّ مدرسا رسميا سنة 1947 أيام افتتاح الفرع الزيتوني ببنزرت وظل في هذه الخطة إلى أن تقاعد عام 1956. عاش الأستاذ سليمان دالي ستة وستون سنة وطيلة حياته لا يدع أي فرصة تمرّ دون أن يساهم في المشاريع الخيرية من إعانة فقراء واكساء التلاميذ وتفقد المرضى. كما كان من المشجعين على التعليم بالعربية. كما كان الفقيد ضمن أساتذة الفرع الزيتوني الذين ساعدوا على انشاء «جمعية الشبيبة الزيتونية» سنة 1949 الى أن التحق بالرفيق الأعلى صبيحة الثلاثاء 21 جوان 1961.