تجاوزنا النصف في شهر رمضان الكريم ومازلنا نبحث عما يشفي الغليل ثقافيا وفنيا. وللأسف خذلتنا التلفزات التونسية والبرمجات الرمضانية للتظاهرات الثقافية بالعاصمة تونس. فها هو مهرجان المدينةبتونس يكرر نفسه ويجدد تعامله مع «العرابنية» من الشقيقة سوريا باسم سلاطين الطرب او شيوخ الطرب، او روائع القدود الحلبية والحال ان الشعب السوري يغرق في الدماء يوميا وعدد الشهداء الأبرياء يتضاعف يوما بعد يوم نتيجة غطرسة أصحاب الكراسي وعلى رأسهم الرئيس السوري. عموما موضوعنا ليس مهرجان المدينة لأن الحديث عنه أخذ أكثر من حظه، لكن النقطة المضيئة والايجابية التي هلّت كنقديل رمضان لتضيئ العاصمة من قلبها شارع الحبيب بورقيبة ودار الثقافة ابن رشيق الى باب سويقة والسليمانية والى المرسى وسيدي بوسعيد وقمرت وحلق الوادي وقرطاج، فعندما تقوم بجولة في احدى هذه المدن، تلاحظ روحا جديدة واستقرارا أمنيا رغم ان بعض العروض تلتئم في فضاءات مفتوحة. كما أن «ليالي رمضان» بولاية تونس اختارت الاقتراب من كل شرائح المجتمع، فتنوعت عروضها بين الطرب الاصيل والفن الشعبي والراب والوتري عموما والبدوي والصوفي والأغاني الملتزمة وراهن منظمو التظاهرة على الشعر الذي سيسجل حضوره في أكثر من سهرة، بالاضافة الى حضور المسرح. في ليالي رمضان تتلذذ نكهة هذا الشهر الكريم وأنت تتجول في باب سويقة وتستمتع بسهرتك في سيدي بوسعيد وأنت تحتسي قهوة. وبعد مجموعة من العروض مضت ومنها عرض المحبة لإبراهيم بهلول، وعرض الفنان منير الطرودي، وعرض الفنانة ناجحة جمال، وعادل سلطان وأحمد الماجري والمنصف عبلة وعدة عروض أخرى سيكون الموعد مع أسماء أخرى على غرار الفنانة زهيرة سالم والزين الصافي وزينة التونسية ورجاء بن سعيد وحسن الدهماني ومجموعات الراب والفرق الملتزمة. ثراء وتنوع، غطت قلب العاصمة وبعض ضواحيها وصنعت الحدث في ليالي رمضانية جاءت بعد ثورة شعبية من أجل الكرامة والحرية.