أكد البشير الصيد المنسق العام لحركة الشعب الوحدوية التقدمية ل«الشروق» خبر استقالته من الحركة التي ساهم في تأسيسها بعد أن راجت في الساحة السياسية وثيقة استقالة حملت إمضاءه. من جهة أخرى أكد خالد الكريشي الناطق الرسمي باسم الحركة، أن استقالة الصيد لم ترد على المكتب السياسي للحركة، ونفى أي خلافات تشوب علاقته بالبشير الصيد. وجاء في وثيقة الاستقالة المطولة التي صاغها الصيد، شرح لأسباب اقدامه على هذه الخطوة مشددا على أن استقالته تأتي بعد ما شهدته الحركة من «انحراف عن مسارها وأهدافها الحقيقية.» وجاء في نص بيان الاستقالة أن الصيد استقال ل«حياد» بعض كوادر الحزب عن الأهداف الحقيقية المتفق عليها اثر وثيقة توحيد الحركة المبرمة يوم 20 مارس 2011، وخروجهم عن الشرعية حيث قاموا ب«استدراج المناضلين الحقيقيين إلى الخروج من الشرعية» من خلال عقد اجتماعات في عدة مدن تونسية وهو ما ترتب عنه «شل نشاط الحركة بالتغيب عن اجتماعات المكتب السياسي وتمرير برامج واجندات لا علاقة لها ببرامج وأهداف الحركة». اختلافات هذه الاستقالة لم تكن مفاجئة لعدد من المتابعين، اذ أن الحركة شهدت في المدة الأخيرة موجة من الاستقالات أكد من خلالها المستقيلون أن إقدامهم على هذه الخطوة يأتي بعد «محاصصة واصطفاف وحب للذات وتناحر من أجل الزعاماتية لدى كوادر الحركة وعدم التزام بعض الكوادر بالأخلاق الطليعية وخروج البعض الآخر عن الشرعية بعقد اجتماعات خارج هياكل الحركة ومؤسساتها وحملات التشهير والتخوين والتشويه المتبادلة بين عدد لا يستهان به من أبناء الحركة مع انسياق بعض كوادرها في ذلك بدل أن يرجحوا صوت العقل والحكمة». وجاء في بيان استقالة أكثر من 190 عضوا منهم تذمرهم من «بروز تجاذبات قطاعية في علاقة بالاستحقاقات السياسية التي أسالت لعاب بعض الكوادر إلى درجة انحراف بوصلتهم العقائدية وتغاضيهم عن مهامهم الجماهيرية نحو تحالفات مع أطراف سياسية مشبوهة». من ناحيته نفى الكريشي أن تكون هذه الاستقالات وصلت الى المكتب السياسي للحركة ووصفها ب«الافتراضية» ومن أشخاص «افتراضيين» حسب قوله، واعتبر أن أهم محطة تنتظر الحركة هي «عقد مؤتمرها أيام 21 و22 و23 أوت من أجل تحديد سياساتها في المرحلة المقبلة». وأكد الكريشي أن «ممثلي الحركة يواصلون الاجتماع مع كل من حركة النهضة وحركة الوحدة الشعبية وحزب الإصلاح والتنمية والمؤتمر من أجل الجمهورية رغم أنهم لم يمضوا البيان الأخير الذي أعلن عن تأسيس أرضية عمل مشترك جمعت الأحزاب الأربعة». تحضير للمؤتمر ويواصل المكتب السياسي للحركة - حسب خالد الكريشي - التحضير لعقد المؤتمر، رغم موجة الاستقالات التي تنخر الحركة، في حين أكد الصيد في بيان استقالته أنه هناك «مجموعة أصرت على التسريع بعقد المؤتمر وحددوا له موعدا بتاريخ 21/22/23 أوت الجاري، رافضين أي تقييم داخل المجلس القطري المتكون من المكتب السياسي وممثلي الجهات مما أدى إلى انسحاب الإخوة الذين أصدروا بيان استقالة جماعية لاحقا عن ذلك الاجتماع». ويعتبر المتابعون أن استقالة الصيد سيكون لها تأثير كبير على مستقبل حركة الشعب الوحدوية التقدمية، وقد ترجع الناصريين الى النقطة الصفر قبل توحيد كل من مجموعة الصيد ومجموعة خالد الكريشي. ويعتبر البشير الصيد من أبرز الوجوه القومية الناصرية في تونس،شغل لفترتين منصب عميد المحامين وعرف السجون في عهد بورقيبة والملاحقة والمضايقات في عهد بن علي، ويعتبر عدد من الملاحظين أن خالد الكريشي يعد أحد تلامذته.