قال محامي عماد الطرابلسي أمس إن منوّبه قرّر مقاطعة كل المحاكمات التي يكون متهما فيها وأنه لن يحضر الا بعد انتخابات يوم 23 أكتوبر المقبل.وقال الاستاذ وسام السعيدي الذي كان من المفترض أن يعقد أمس رفقة زميله الاستاذ عمر الحاج خليفة ندوة صحفية بأحد نزل العاصمة، لكن تم تأجيلها لأنه لم يتم ابلاغ وزارة الداخلية، قبل 3 أيام، إن منوّبه عماد الطرابلسي سلمه رسالة، سوف يكشف عن فحواها يوم السبت المقبل وقد تسرّبت معلومات عن مضامين هذه الرسالة ومن بينها أن عماد الطرابلسي سيكشف عن قائمة من قال إنهم متورطون في الفساد.وأضاف وسام السعيدي، أن منوّبه عماد الطرابلسي يعتبر أنه «كبش فداء» إذ كلما حصل تحرّك شعبي، يتم عرضه على المحكمة، وأضاف على حد قوله إن عماد الطرابلسي يعتبر أن محاكمته لم تكن عادلة.وقال ان منوّبه أصبح يؤمن بمبادئ الثورة وأنه يطلب محاكمته، محاكمة عادلة وفقا للمعايير والقوانين، مع الاشارة الى أنه في حالة عدم حضور المتهم بالمحكمة، فإن ذلك لن يوقف المحاكمة.قول المحامي إن منوّبه أصبح يؤمن بمبادئ الثورة أثار ضحك كل من حضر في القاعة التي كان يفترض أن تقع فيها الندوة الصحفية ويبدو أن جماعة الطرابلسي بدأوا يشعرون بالاطمئنان وانتقلوا من مرحلة المجرم المتّهم الى مرحلة جس النبض ثم ها هم ينتقلون الى اتهام القضاء بأنه يحاكمهم في محاكمات غير عادلة، في حين يعتقد أبناء الشعب التونسي أن المحاكمات الجارية خلال هذه الفترة ما هي الا ذرّ للرماد على العيون، إذ كيف يحال عماد الطرابلسي ومحمد الناصر الطرابلسي على قضايا شيك دون رصيد وقضايا استهلاك مخدّرات، في حين القضايا الاساسية المتعلقة بنهب مال هذا الشعب على مدى 23 سنة من نظام بن علي الفاشستي، وقتل الشهداء في حي الزهور والقصرين وتالة والرقاب وسيدي بوزيد... وغيرها من مدن وقرى البلاد مازالت لم تعرض بعد على القضاء رغم مرور اكثر من سبعة أشهر.لكن يبدو أن عماد الطرابلسي وكل الذين نهبوا هذا الشعب نسوا أو تعمّدوا النسيان بأن تونس اليوم هي تونس الثورة، وأن الثورة جاءت للتخلص من جرائمهم.هل نسوا كيف كانوا يتصرّفون مع القضاء والقضاة، وهل نسي عماد الطرابلسي سرقة اليخت وكيف أحيل حضوريا دون أن يحضر، وكيف أصبح بريئا، لكن هذه المرّة لا وجود لليلى ولا لبن علي، فقط الشعب يقرّر وسيقرّر.