احتد التوتر أمس بين مصر واسرائيل بقرار سحب السفير المصري من تل أبيب ومظاهرات لطرد السفير الاسرائيلي من القاهرة... ولكن التراشق الديبلوماسي والاعلامي قد يتحول الى حرب حقيقية على حد قول الخبير الاستراتيجي طلعت مسلم. أعلن مجلس الوزراء المصري صباح أمس سحب السفير المصري لدى اسرائيل وذلك في اعقاب مقتل ثلاثة من أفراد الامن المصريين بنيران اسرائيلية خلال مطاردة فلسطينيين بمنطقة الشريط الحدودي الخميس الماضي. وأوضح بيان الحكومة المصرية ان عودة السفير المصري الى تل أبيب لن تتم قبل تسلم القاهرة اعتذارات الحكومة الاسرائيلية. احتقان خطير وتنتظر تركيا من جهتها اعتذارات اسرائيلية عن قتل مواطنين اتراك كانوا على متن اسطول الحرية ولكن مجرد المقارنة بين تركيا ومصر ينذر بتعقيدات وتصعيد في الشرق الأوسط. وتركز غضب السلطات المصرية وفق ما جاء في البيان الحكومي امس على تصريحات مسؤولين اسرائيليين تحدثت عن تراجع السيطرة المصرية على شبه جزيرة سيناء. وفي القاهرة تواصلت أمس مظاهرات غاضبة أمام السفارة الاسرائيلية مطالبة بمغادرة السفير الاسرائيلي فورا. وقالت مصادر اعلامية مطابقة ان المظاهرة أمام السفارة الاسرائيلية بدأت الجمعة وكانت متواصلة حتى مساء أمس. وأكدت مصادر مصرية ان المعتمرين المصريين والعرب في مكةالمكرمة «تظاهروا» أيضا ضد اسرائيل. وجددت وزارة الخارجية الاسرائيلية امس القول بأن اسرائيل غير معنية بمقتل جنود مصريين بينما بدأت أمس تدخلات ديبلوماسية أمريكية وأوروبية لوقف التوتر بين مصر واسرائيل عند هذا الحد. وقال مسؤول عسكري اسرائيلي امس ان اسرائيل ترى ان معاهدة السلام بينها وبين مصر عنصر جوهري للبقاء في الشرق الأوسط مضيفا ان اسرائيل لم تكن لديها اي نية للاضرار بأضرار الأمن المصري. لكن وسائل اعلام اسرائيلية كانت أمس أكثر تشاؤما واعتبرت صراحة ان سحب مصر لسفيرها سيكون الخطوة الأولى لفسخ اتفاقية السلام. الحرب واردة واعتبرت صحف «هآرتس» و«يديعوت أحرونوت» و«معاريف» و«جيروزاليم بوست» والاذاعة الاسرائيلية امس ان استدعاد مصر سفيرها ياسر رضا تصعيد خطير سيتسبب في تدهور العلاقات المتوترة أصلا بين البلدين وقد يؤدي الى قطع العلاقات الديبلوماسية وفسخ «معاهدة كامب ديفيد» للسلام بين البلدين. من جهته قال اللواء طلعت مسلم الخبير الاستراتيجي انه لا يستبعد اندلاع حرب بين اسرائيل ومصر خصوصا بعد تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو التي يقصد بها ان مصر اصبحت غير قادرة على ضبط الوضع وتوفير الأمن في سيناء وهي تصريحات أكدتها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون. وقال اللواء مسلم في مداخلة هاتفية مع برنامج تلفزيوني مصري ان اسرائيل قد تقدم على الحرب ولكنها قبل ان تقدم على هذه الخطوة لابد ان تفكر كثيرا في معاهدة السلام. وفي تحليل هادئ اعتبر الكاتب والمحلل السياسي محمد سيف الدولة ان الاتجاه قد يكون تغيير معاهدة كامب ديفيد وهو ما يتطلب موافقة اسرائيل وخصوصا مشاركة الشعب المصري في المعركة الديبلوماسية والسياسية القادمة حول سيناء.