في اليوم العالمي للأسرة: إسناد 462 مورد رزق لأسر ذات وضعيّات خاصة ب 15 ولاية    مجلس عمداء المحامين يصدر بيان هام..#خبر_عاجل    وزير السياحة يؤكد لمستثمرين كويتيين الاستعداد لتقديم الإحاطة اللازمة لتطوير استثماراتهم في تونس    كأس العالم لأقل من 17 سنة : الفيفا يحدد عدد مقاعد الاتحادات القارية    علي معلول: لاعبو الأهلي يمتلكون الخبرة الكافية من أجل العودة بنتيجة إيجابية    على هامش الدورة 14 لصالون للفلاحة والصناعات الغذائية صفاقس تختار أفضل خباز    الشركة التونسية للبنك تتماسك وترفع الودائع الى 10.3 مليار دينار    وفاة عسكريين في حادث سقوط طائرة عسكرية في موريتانيا..#خبر_عاجل    احتجاجا على عدم انتدابهم... عدد من عمال الحضائر يدخلون في اعتصام مفتوح    بطاقة ايداع بالسجن في حق الزغيدي وبسيس    بطولة كرة اليد: النادي الإفريقي والترجي الرياضي لتأكيد أسبقية الذهاب وبلوغ النهائي    لاعب الأهلي المصري :''هموت نفسي أمام الترجي لتحقيق أول لقب أفريقي ''    وزير الشؤون الدينية يؤكد الحرص على إنجاح موسم الحج    منوبة: تفكيك وفاق إجرامي للتحيّل والابتزاز وانتحال صفة    قتيل وجرحى في حادث مرور مروع بسليانة..    بنزرت: توفير الظروف الملائمة لتامين نجاح موسم الحج    القلعة الخصبة: انطلاق فعاليات الدورة 25 لشهر التراث    الدورة ال3 لمهرجان جربة تونس للسينما العربية من 20 إلى 25 جوان 2024    الكاف: عدد الأضاحي لهذه السنة لا يتجاوز 56 ألف رأس غنم    وزارة الصناعة: إحداث لجنة لجرد وتقييم العقارات تحت تصرّف شركة ال'' ستاغ ''    في هذه المنطقة: كلغ لحم ''العلّوش'' ب30 دينار    وزير الفلاحة: قطع المياه ضرورة قصوى    أكثر من 3 آلاف رخصة لترويج الأدوية الجنيسة في تونس    علاجات من الأمراض ...إليك ما يفعله حليب البقر    وزارة المالية تكشف عن قائمة الحلويات الشعبية المستثناة من دفع اتاوة الدعم    بورصة تونس .. مؤشر «توننداكس» يبدأ الأسبوع على انخفاض طفيف    بنزرت: إيداع 7 اشخاص بالسجن في قضية سرقة وتخريب بمصنع الفولاذ    صورة/ أثار ضجة كبيرة: "زوكربيرغ" يرتدي قميصًا كُتب عليه "يجب تدمير قرطاج"..    الأكثر سخونة منذ 2000 عام.. صيف 2023 سجل رقماً قياسياً    من بينهم طفلان: قوات الاحتلال الصهيوني تعتقل 20 فلسطينيا من الضفة الغربية..#خبر_عاجل    ما حقيقة سرقة سيارة من مستشفى القصرين داخلها جثة..؟    عاجل - مطار قرطاج : العثور على سلاح ناري لدى مسافر    27 ألف متفرج لنهائي الأبطال بين الترجي و الأهلي    أنشيلوتي يتوقع أن يقدم ريال مدريد أفضل مستوياته في نهائي رابطة أبطال أوروبا    غوارديولا يحذر من أن المهمة لم تنته بعد مع اقتراب فريقه من حصد لقب البطولة    اخر مستجدات قضية سنية الدهماني    ضجة في الجزائر: العثور على شاب في مستودع جاره بعد اختفائه عام 1996    الأهلي يصل اليوم الى تونس .. «ويكلو» في التدريبات.. حظر اعلامي وكولر يحفّز اللاعبين    ارتفاع عدد قتلى جنود الإحتلال إلى 621    الرائد الرسمي: صدور تنقيح القانون المتعلق بمراكز الاصطياف وترفيه الأطفال    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    صفاقس: ينهي حياة ابن أخيه بطعنات غائرة    أول أميركية تقاضي أسترازينيكا: لقاحها جعلني معاقة    الرئيس الايراني.. دماء أطفال غزة ستغير النظام العالمي الراهن    "حماس" ترد على تصريحات نتنياهو حول "الاستسلام وإلقاء السلاح"    البرمجة الفنية للدورة 58 من مهرجان قرطاج الدولي محور جلسة عمل    للسنة الثانية على التوالي..إدراج جامعة قابس ضمن تصنيف "تايمز" للجامعات الشابة في العالم    تونس تصنع أكثر من 3 آلاف دواء جنيس و46 دواء من البدائل الحيوية    بن عروس: جلسة عمل بالولاية لمعالجة التداعيات الناتجة عن توقف أشغال إحداث المركب الثقافي برادس    الكاف: حريق اندلع بمعمل الطماطم ماالقصة ؟    قابس : اختتام الدورة الثانية لمهرجان ريم الحمروني    نابل..تردي الوضعية البيئية بالبرج الأثري بقليبية ودعوات إلى تدخل السلط لتنظيفه وحمايته من الاعتداءات المتكرّرة    نور شيبة يهاجم برنامج عبد الرزاق الشابي: ''برنامج فاشل لن أحضر كضيف''    مفتي الجمهورية... «الأضحية هي شعيرة يجب احترامها، لكنّها مرتبطة بشرط الاستطاعة»    أولا وأخيرا: نطق بلسان الحذاء    مفتي الجمهورية : "أضحية العيد سنة مؤكدة لكنها مرتبطة بشرط الاستطاعة"    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    لتعديل الأخطاء الشائعة في اللغة العربية على لسان العامة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أنور الحداد في حديث شامل ل «الشروق»: لست «تجمعيا» بل كان لديّ مجرد بطاقة انخراط
نشر في الشروق يوم 21 - 08 - 2011

عندما حاولت أن أسترجع تاريخ الكرة العربية وجدت أنه خلال عام 2007 قدم ثمانية أعضاء من الاتحاد الكويتي استقالتهم وهو ما أدى آنذاك الى تشكيل لجنة مؤقتة ولكن يبدو أن هذا الأمر لن يحدث مطلقا صلب الجامعة التونسية لكرة القدم لعدة اعتبارات موضوعية..
خلال عام 2007 حاولت جميع الأطراف الفاعلة على الساحة الكروية الكويتية بما في ذلك وسائل الاعلام أن تضغط بكل الطرق على أعضاء الاتحاد المحلي لكرة القدم لتقديم استقالتهم حتى وإن كلّف الأمر اتخاذ قرار سياسي وهو أمر خطير لابدّ على الأصوات الحكيمة والرصينة في تونس أن تتجنّبه ونجزم بأن سلطة الاشراف واعية بحساسية هذا الموقف لأن المكتب الجامعي الحالي لا يستند الى الشرعية التي اكتسبها من بوابة انتخابات 2010 فحسب بل انه يتحصن كذلك بالاتحاد الدولي لكرة القدم حيث سيكون السويسري «جوزاف بلاتر» مستعدا أن يشهر سيف امبراطوريته في وجه كل من يفكر في الاقدام على التدخل في شؤون اتحاد من اتحاداته وحتى تمسك بعض الأطراف بالقول «إن الثورة تقضي على القديم وتأتي بالجديد» لن يضرّ المكتب الجامعي في شيء طالما أنه يستند الى حجة القانون وإن كانت هذه الأطراف تعوّل على استقالة أعضاء المكتب الجامعي فهذا الأمر يبدو مستبعدا جدا لأنه لا أحد يريد مغادرة أروقة الجامعة بتهمة «الخيانة» وحتى الأندية التي اعتبرها بعضهم ستكون المنادي الأول برحيل هذا المكتب الجامعي فإن أنور الحداد وجماعته تمكنوا من جمع شملها وكلها مؤشرات تؤكد أن المكتب الجامعي الحالي سيستمر في إدارة شؤون الكرة التونسية ولن يحدث أي تغيير إلا إذا قرّرت الجامعة نفسها ذلك وهو ما يعني أن القوى المتزاحمة حاليا على دخول الجامعة لن يكون بإمكانها الآن على الأقل الاحتفال بالنصر المنتظر كما فعلت بعض الجماهير الكويتية أمام مبنى الاتحاد عام 2007.
«الشروق» التقت السيد أنور الحداد رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم والذي لم يؤكد لنا أن مكتبه يتمتع بالشرعية القانونية فحسب بل قال ان الشرعية تعني أيضا المثابرة في خدمة الوطن عبر الصمود أمام أعتى المحن وستبقى انجازات هذا المكتب معترف بها شعبيا ومشهود عليها زمنيا، أما بالنسبة الى الأطراف التي دأبت على انتقاده بطريقة جارحة فإن أنور الحداد يجيبها ولسان حاله يقول «يا من يعيب وعيبه متشعب كم فيك من عيب وأنت تعيب..» وقد تطرق أنور الحداد الى كل المواضيع التي تهم جامعة كرة القدم وهذه تفاصيل الحوار:
في البداية، ألا يمكننا القول أن تعاقد الجامعة مع كمال القلصي كمدير فني الى حدود 2014 يؤشر على بقاء المكتب الجامعي أيضا الى غاية العام نفسه؟
أريد أن أؤكد على أمر مهم وهو أن اختيارنا على السيد كمال القلصي دون سواه من المترشحين لمنصب رئاسة الادارة الفنية لم يكن اعتباطيا حيث تمت استشارة أهل الذكر وتحديدا المدربين الذين يتمتعون بكفاءة عالية ولا ننسى أن القلصي بحوزته تجربة فنية محترمة جدا قوامها ثلاثة عقود من الزمن وأردنا كذلك أن نتجنب تلك المشاكل التي واجهها المكتب الجامعي عندما اخترنا المدير الفني السابق محمود الورتاني وذلك بحكم وصول عدد كبير من الترشحات مع العلم أننا تحدثنا الى القلصي وسألناه عن وضعيته مع النجم الرياضي الساحلي بحكم أننا نحترم رغبة الأندية إلا أن كل الأطراف كانت واعية بالمصلحة الوطنية وهو ما أدى الى تعاقدنا معه لمدة ثلاث سنوات أما بالنسبة الى مسألة بقاء المكتب الجامعي فأظن أن القانون واضح ويؤكد على عدم القيام بأي إجراء سياسي تجاه المكتب الجامعي مثلما تنصّ على ذلك «الفيفا» ولا ننسى أن هذا المكتب منتخب وأظن أن المنطق يفرض أن لا يشملنا المرسوم الوزاري الصادر مؤخرا ولكن المكتب الجامعي يرفض انتهاج سياسة ليّ الذراع مع وزارة الاشراف مع العلم أن السيد الوزير وعدنا مؤخرا بدعمنا ماليا ومساندتنا معنويا في ظل استعدادنا لخوض مقابلة مهمة أمام منتخب مالاوي.
تحدثت عن مقابلة مالاوي فهل من المنطقي أن تربط مصير مكتب جامعي بالنجاح في هذه المباراة؟
بالطبع أنه أمر غير مقبول مع العلم أنني عندما تحدثت الى السيد الوزير مؤخرا لم يفاتحني مطلقا بخصوص مسألة بقاء المكتب الجامعي من عدمه وكل ما أكده لنا أنه سيساندنا في إنجاح مهمتنا.
وماذا عن مسألة التشكيك في «شرعية» مكتبكم الجامعي بدعوى أنه كان مسنودا بقوة من قبل أطراف معينة؟
كل ما يمكنني قوله أن المكتب الجامعي الحالي يتميز بثقة في النفس لا حدود لها وتتسم العلاقة القائمة بين كل الأعضاء بالتضامن والانسجام وأؤكد أن مكتبنا كان شرعيا بعد أن تمّ انتخابنا بطريقة شفافة ويكفي أن نذكر باعتراف المرحوم رضا عياد الذي أكد بدوره شرعية المكتب الجامعي.
وما تعليقك على موضوع انتماء بعض أعضاء الجامعة الى الحزب الحاكم في السابق؟
شخصيا لم أكن منخرطا بهذا الحزب في أي يوم من الأيام وليس لديّ أي انخراط في أية شعبة من الشعب وكل ما في الأمر أنه بحوزتي بطاقة وهو أمر عادي بالنظر الى عمل السلطة آنذاك على استقطاب جميع الطاقات البارزة حتى وإن كان بسلك طريقة الاجبار ولكن أؤكد في المقابل أن المكتب الجامعي الحالي لن ينسحب إلا في صورة اقتناعنا بعدم قدرتنا على خدمة الكرة التونسية أي أننا لم نعد قادرين على تقديم الاضافة ففي هذه الحالة فإن الشهامة وحب الوطن يقتضيان منا إعلان الانسحاب.
وقفنا مؤخرا على العديد من الانتقادات والضغوطات الصادرة من بعض رؤساء الجمعيات وكذلك الشخصيات الرياضية لإجباركم على مغادرة الجامعة، فما تعليقك على ذلك؟
أريد أن أؤكد أنني لن أتردد في مساعدة أي شخص قد يصل في يوم من الأيام الى كرسي رئاسة جامعة كرة القدم سواء تعلق الأمر بطارق ذياب أو زياد التلمساني أو المنجي بحر.. أو غيرهم أما بالنسبة الى رؤساء الجمعيات فقد وقعت أربع اشكاليات مع النجم والنادي الصفاقسي والنادي الافريقي ونادي حمام الأنف هو الفريق الوحيد الذي قدم مكتوبا رسميا يسحب فيه ثقته من المكتب الجامعي وهو أمر عادي حسب اعتقادي خاصة وأن رئيس هذا النادي يستعد لخوض غمار انتخابات المكتب الجامعي أما بالنسبة الى الأندية الثلاثة الأخرى فإنني سأذكر بما قدمناه لها من مساعدات فقد تحولت خصيصا الى القاهرة لمساعدة النجم والافريقي بحكم عدم تحول الفريق الأول الى نيجيريا والأحداث التي شهدتها مقابلة الهلال السوداني بالنسبة الى النادي الافريقي وقد جلست الى «عيسى حياتو» وتوصلت الى اقناعه بوجاهة موقفنا وهو ما جعل العقوبات المسلطة على النجم والافريقي تكون في صالحهما وأذكر أن الجامعة تلقت في مرحلة موالية مكتوبا من هيئة السيد جمال العتروس يشيد من خلاله بمجهودات المكتب الجامعي أما بالنسبة الى النادي الصفاقسي فقد جلست الى رئيس فريق «أورلاندو بيراتس» الجنوب افريقي وتمكنت من اقناعه بالتوصل الى اتفاق مع النادي الصفاقسي بخصوص المستحقات المتخلدة بذمته لفائدة «أورلاندو» وذلك على أن تدفعها هيئة النادي الصفاقسي في شكل أقساط.. وهو ما يعني أننا لم نبخل بأي مجهود لمساعدة الأندية.. وبما أننا تحدثنا عن الجمعيات فإنني أؤكد أنه لو تمّ اجراء سبر آراء فإننا سنلاحظ أن حوالي 270 فريقا من جملة 293 يساند المكتب الجامعي ووقع الاجماع صلب هيئاته المديرة على ضرورة مواصلتنا للمشوار الى حدود انتهاء فترتنا النيابية.
اتخذتم قرارا بالترفيع في عدد أندية الرابطتين الأولى والثانية الى 16 فريقا، ولكن هل أنكم جهّزتم الأرضية المناسبة لإنجاح مثل هذا المشروع؟
أظنّ أننا منحنا الأولية للمصلحة الوطنية التي كانت تقتضي إيجاد حل فوري لإخماد حالة الغضب والهيجان التي كان بالامكان أن تتضرّر منها عدة ولايات لذلك عرضنا هذا القرار في اجتماع المكتب الجامعي في كنف السرية التامة وأؤكد أن هذا القرار لم يتسرب مطلقا خارج أسوار الجامعة وبالتنسيق مع السيد الوزير تمّ اتخاذ هذا القرار حيث لم يمض من الوقت سوى 30 دقيقة من عرضي لهذا الموضوع عليه حتى جاء الخبر اليقين بالموافقة عليه مع العلم أن مسألة إلغاء النزول وافقت عليها ثمانية أندية بما في ذلك النجم الرياضي الساحلي هذا بالنسبة الى الرابطة المحترفة الأولى أما بالنسبة الى الرابطة المحترفة الثانية فقد وافق على هذا القرار 12 ناديا وتضم قائمة الفرق المساندة لهذا القرار الاتحاد المنستيري ونجم بني خلاد وذلك بالرغم من ضمانهما للصعود الى الرابطة الأولى.
لكن ماذا عن النواحي الفنية خاصة ونحن نلاحظ مثلا أن بطولة الجزائر التي تضم 16 فريقا والتي كان رئيس جامعتها محمد روراوة وعد ببلوغها أعلى درجات الاحتراف خلال الموسم المنقضي عانت عدة أندية جزائرية صعوبات إدارية كبيرة جدا بما في ذلك صاحب لقب الموسم قبل الماضي، مولدية الجزائر؟
لم نغفل عن هذا الجانب حيث قمنا باستشارة فنية ولاحظنا أن هذه التجربة ستكون ناجحة فنيا بنسبة لا تقل عن 60٪ وأعود لأؤكد أن هذا القرار جاء خدمة للمصلحة الوطنية ولا يدخل في نطاق الحسابات الضيقة وستتواصل هذه التجربة لمدة موسم ثم نقوم بتقييمها وسنحدد على إثر ذلك عدد الأندية التي ستغادر الرابطة الأولى.
تحدثت عن الحسابات الضيقة حيث تتهمكم بعض الأطراف بمحاباة فريق الترجي الرياضي، فماذا تقول؟
كل ما أعرفه أننا نعامل كل الأندية التونسية على قدم المساواة أما بخصوص الترجي الرياضي فإن هيئته المديرة طالبت خلال ثلاث مناسبات بتعيين حكم أجنبي لكننا كنا نرفض في كل مرة هذا الطلب وتمسّكنا بإجراء موعدي نصف نهائي ونهائي الكأس في موعديهما بالرغم من الالتزامات القارية لهذا الفريق بل أن اشادة المدرب نبيل معلول بالمكتب الجامعي في احدى الحصص الرياضية التلفزية لم تسلم بدورها من التأويل مع أنه لم ينطق سوى بالحقّ وأؤكد أننا لم نتعرض الى أي نوع من أنواع الضغوطات من قبل الأندية الكبرى ولا أعرف إن كان هذا الأمر يحدث في السابق أم العكس... وأؤكد أننا تمكنا من تسيير البطولة بنجاح في تلك الظروف الاستثنائية ولذلك نحن متأكدون من أن النجاح سيكون حليفنا خلال الأيام القادمة.
نأتي الى الملف الشائك والذي يخص الوضعية المالية الصعبة لجامعة كرة القدم، فهل تطلعنا على بعض التفاصيل؟
من المؤسف ان خزينة جامعة كرة القدم لم تعد بحوزتها تلك المبالغ المالية الاضافية التي تصل في بعض الأحيان الى 3 مليارات بشهادة السيد رضا كريم ولكن بالرغم من كل الصعوبات المالية التي واجهها المكتب الجامعي فإننا تمكنا من الايفاء بجميع التزاماتنا المالية بالنسبة الى الحكام مثلا تلقينا وعودا بالحصول على مليار وهو ما لم يتجسد على أرض الواقع ومع ذلك فقد قمنا بتسديد جميع المستحقات الخاصة بهذا السلك بما في ذلك بعض الديون المتراكمة التي خلّفها المكتب الجامعي السابق وتمكنا من تفادي العجز المالي من خلال انتهاج سياسة مالية حكيمة مع العلم أن المداخيل كانت متأتية بالخصوص من معاليم البث التلفزي المقدرة بحوالي 4 مليارات (كانت في بداية الامر 7 مليارات و100 ألف دينار) وتحصلنا على مبلغ آخر من قناتي «نسمة» و«حنبعل» وكان في حدود 440 ألف دينار بالاضافة الى 700 مليون تحصلنا عليها بعد فوز منتخبنا الوطني بكأس افريقيا للأمم وكذلك 700 مليون ضخته لفائدتنا «الفيفا».
لكن ماذا عن هذه العقلة التي تم فرضها على الحسابات المالية للجامعة ومن يتحمل مسؤوليتها؟
المبلغ يقدّر بحوالي 2517 ألف دينار تخص بعض المدربين السابقين ويبقى فيها نصيب الأسد للفني الفرنسي روجي لومار بحوالي 80٪ وتعود تفاصيل هذا الملف الى فترة رئاسة كمال بن عمر للجامعة حيث أقدم آنذاك على التوقيع على اعتراف بدين وذلك بالتنسيق مع الوزير السابق سمير العبيدي الذي وعد بتسوية الوضعية ولكن يبدو انني غير محظوظ حيث لم تقع إثارة هذا الموضوع الا في فترة رئاستي للجامعة مع العلم انني توصلت الى اتفاق رسمي مع مدير البنك لذلك سيكون بإمكاننا التصرف في حسابات الجامعة في انتظار ان نتجاوز هذا الاشكال خلال الايام القليلة القادمة.
يبدو انه يوجد إشكال آخر اسمه «بيوردا» فهل تعتقد ان هذه الشركة خدمتكم أم أن علي الحفصي ورطكم بالتعاقد معها؟
أبدا، فهذه الشركة توفّر لنا مبلغا ماليا ضخما يقدّر بحوالي المليار سنويا (لمدة ثلاث سنوات) في الوقت الذي لم تكن فيه المؤسسة الراعية سابقا للجامعة توفّر سوى 250 ألف دينار لذلك يجب علينا ان نشكر الحفصي على هذا الأمر مع العلم ان هذه المؤسسة وعدتنا مؤخرا بتزويدنا بمعدات رياضية من الطراز الرفيع.
بما اننا تحدثنا عن الحفصي فإن بعض الأطراف تؤكد بأن هذا الشخص بصوابه وخطئه فإنه بحوزته دراية واضحة في ميدان التسيير الرياضي، فما تعليقك على ذلك؟
أظن ان السيد علي الحفصي كان يتمتع بشبكة علاقات وطيدة ومهمة مع العديد من الأطراف داخل تونس وخارجها وكانت بحوزته العديد من التسهيلات وأنا شخصيا أحترمه كثيرا مع العلم انه كان يمنحني الصلاحيات الكاملة عندما كنت نائبا له وأذكر أنني كنت أتولى مهمة توقيع جميع الصكوك وذلك باستثناء مناسبة وحيدة حيث لم أوافق على المبلغ المالي المرتفع الذي كان يتقاضاه السيد يونس السلمي الرئيس السابق لإدارة التحكيم وأريد ان أؤكد كذلك ان الحفصي كان وراء تواجدي بجامعة كرة القدم بما أنني لم أكن أفكّر في هذا الموضوع.
ألم يتدخل الحفصي في بعض شؤونك بعد أن قدم استقالته؟
أبدا وكل ما في الامر انه ظل يبارك بعض القرارات التي كنا نتخذها بين الحين والآخر كما حدث مثلا بخصوص الترفيع في عدد أندية الرابطتين الأولى والثانية.
ماذا تقول الى من وصف تجربتك في ميدان التسيير بالمتواضعة؟
شخصيا أستغرب هذا الأمر، فأنا اقتحمت عالم التسيير الرياضي منذ موسم 19771978 صلب فريق الملعب التونسي وقد تقلدت العديد من المناصب منها كاتب عام مساعد وكاتب عام واشتغلت الى جانب شخصيات رياضية مرموقة ومشهود لها بالكفاءة العالية مثل الهادي النيفر وصلاح الدمرجي وعملت ايضا صلب جامعة كرة القدم في خطة مراقب حسابات وخضت تجربة التسيير ايضا صلب الرابطة المخترقة لكرة القدم واضطلعت بخطة نائب للرئيس بالملعب التونسي مع العلم انني كنت المتصرف الاول بفريق «باردو» أثناء فترة رئاسة السيد محمد الدرويش كما أني ملم بمختلف القوانين الرياضية وبحوزتي كذلك الأستاذية في التصرف.
يبدو ان تجربتك كمراقب للحسابات ساعدتك في انجاح سياسة «التقشف» صلب الجامعة، أليس كذلك؟
أؤكد أنني لم أترك صغيرة ولا كبيرة صلب الجامعة إلا وطالبت بمراجعتها حتى ان تعلق الأمر بجرايات بعض الأعوان العاملين بمقر الجامعة وما لا يعرفه البعض انني أعمل يوميا بمعدل 12 ساعة فأنا أعشق كرة القدم حدّ النخاع وعادة ما أطالب بالمحافظة على أموال الجامعة ونمنح الأولوية المطلقة لتوفير الضروريات قبل الكماليات ومن هذا المنطلق سنضغط على المصاريف الشهرية مثلا للإدارة الفنية لتصبح في حدود 60 ألف دينار عوضا عن 85 ألف دينار في الفترة السابقة.
ما حقيقة تلويح بعض أعضاء المكتب الجامعي بتقديم استقالتهم؟
أؤكد انه لا يوجد سوى عضو جامعي واحد طالب بجلسة عامة انتخابية وهو السيد جلال بن تقية (أمين المال) وفي المقابل تحدثت الى أعضاء الجامعة وأخبروني انه لا يوجد اي واحد منهم يفكر في تقديم استقالته.
كيف نقيم العمل الذي قام به المكتب الجامعي الى حدّ هذه اللحظة وهل من مشاريع معيّنة سيتم تنفيذها مستقبلا؟
أظن اننا نجحنا في مهمتنا إذ اننا تمكنا من انهاء نشاط البطولة الوطنية بالرغم من الظروف الاستثنائية التي شهدتها بلادنا بالاضافة الى الالتزام بإجراء مقابلات الكأس في الموعد المحدد مع العلم أننا لو قمنا بتأجيل مسابقة الكأس الى موعد لاحق لكانت خزينة الجامعة قد خسرت مبلغا ماليا ضخما يقدّر بمليار والذي كان متأتيا من مؤسسة التلفزة وأحرز منتخبنا الوطني على لقب كأس افريقيا للأمم للمرة الاولى في تاريخ الكرة التونسية وتمسكنا بالتعويل على الحكام المحليين كما أننا لا نواجه عجزا ماليا وقمنا بالعديد من الزيارات الميدانية وسنردفها بزيارات أخرى الى الوطن القبلي وبنزرت وسوسة وذلك لتقديم يد المساعدة للحكام ووعدناهم بأن ننصفهم وهي مناسبة لكي نشكرهم ولا ننسى ان سياسة التعويل على الحكم التونسي لم تساهم في الارتقاء بأداء هذا السلك فحسب وإنما كانت لها فائدة مالية كبيرة جدّا تقدر بحوالي 300 ألف دينار كنا سننفقها لجلب الحكام الأجانب على امتداد الموسم الرياضي وبما اننا تطرقنا الى موضوع التحكيم فإننا سنؤمن للحكام سماعات من الطراز الرفيع تقدر تكلفتها الجملية بحوالي 130 ألف دينار ويذكر ان علاقتنا مع رئيس إدارة التحكيم السيد الحبيب ناني متميّزة جدا.
أما بخصوص الرئيس السابق لهذه الإدارة السيد يونس السلمي فقد كنت شخصيا معترضا على تلك الجراية الضخمة التي كان يتحصل عليها وينبغي ان نشير كذلك الى نقطة أخرى مهمة تخص سلك التحكيم وتتعلق بدار الحكم فهذا المشروع سيكون جاهزا للتنفيذ بمجرد حصولنا على رخصة البناء من البلدية وقد وعدني «جوزاف بلاتر» بقديم مساعدات مالية اضافية لإنجاز هذا المشروع بحكم ان تكلفته الجملية تبلغ حوالي مليار و190 ألف دينار ووافق «بلاتر» على تقديم حوالي 200 ألف دولار هذا دون اعتبار مبلغ آخر قيمته 740 ألف دينار وافقت «الفيفا» المساهمة بها منذ البداية لإنجاز هذا المشروع... ومن جهة أخرى فكرنا ايضا في تشييد فندق خاص بالمنتخبات الوطنية يكون مقر بالقرب من جامعة كرة القدم على ان يقع فتحه للعموم في صورة عدم وجود التزامات خاصة بمنتخباتنا الوطنية وستتكفل «الفيفا» أيضا بالأموال الخاصة بانجازه.
لا يمكن ان نتحدث اليك دون ان نتطرق الى الوضعية الصعبة التي يعيشها حاليا فريقك الأم الملعب التونسي. فكيف تقيّمها؟
شخصيا أعتبر الملعب التونسي بمثابة عائلتي لذلك أطلب من جميع الاحباء الغيورين على ألوان النادي العريق توحيد صفوفهم خدمة لمصلحة الفريق أما بالنسبة الى شرط الباكالوريا الخاص بالمترشح الى منصب الرئاسة فأظن انه إذا كان بحوزة المترشح تجربة محترمة في التسيير الرياضي فإنه قد يستطيع النجاح حتى وإن لم تكن بحوزته شهادة الباكالوريا او شهادة في التعليم العالي ولكن في المقابل أؤكد أيضا ان لاعبا كبيرا مثلا لا يعني بالضرورة أنه سيكون مسؤولا ناجحا... ومن المؤسف انني لاحظت مؤخرا ان فريق الملعب التونسي لاحت عليه مؤشرات التهميش.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.