إن الأسس التي قام عليها كيان الإسلام عند ظهوره يمكن أن يعاد عليها وجوده من جديد، ليكون حافزا جديدا لحياة أفضل وإنسانية أسعد وحضارة أرسخ، دعائمها حب الإنسان تدعيم السلام وحب الخير والحق والجمال. وهذه الأسس التي قام عليها الاسلام في عصره الأول والتي يمكن أن يقوم عليها من جديد هي أسس عامة تتطور تطبيقاتها ومظاهرها في حياة الناس وفق دواعي حياتهم وعصرهم ومطامحهم. ولإيضاح هذه الأسس التي ينبغي أن ينهض عليها الإسلام ويتجه إليها مستقبله مرة أخرى أعرض عليكم رأي الدكتور منير القاصي في ناحية من أهم نواحي الإسلامي وضوحا وصلاحية لكل عصر، وفي نفس الوقت تتلاءم في جوهرها مع روح العصر الحديث، والاتجاه الديمقراطي الذي أصبح غاية الجماهير وأمل الشعوب في تحقيق رخائها وعدلها ورقيها، وأعني به نظام الحكم الذي ينبغي أن يكون شعبيا شوريا هادفا تحقيق العدالة والأمن للجميع: «... ويجب أن نشير من الآن إلى أن الإسلام قد قرر أهم الأسس التي تتصل بنظام الحكم اتصالا وثيقا وترك الخطة التفصيلية إلى رأي الأمة واجتهاد ذوي الاختصاص من العلماء فيها بحسب ما تقتضيه ظروفها وحاجتها وإمكانات عصرها وأبنائها. وتتضح لنا أسس الإسلام في المقررات الواضحة في هذه الآيات الكريمة فقد قرر الإسلام حرية الرأي والاعتقاد فقال تعالى { لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي}وقرر كرامة الإنسان وحرمته فقال : {ولقد كرمنا بني آدم} وقرر المساواة بين الناس فقال تعالى: {يا أيها الناس إن خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا} وقال تعالى :{ من قتل نفسا بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعا} وجاء في الحديث الصحيح قوله عليه الصلاة والسلام : { الناس سواسية كأسنان المشط} وقال أيضا : {كلكم من آدم وآدم من تراب}