مهما تباينت الآراء واختلفت المواقف فإن النجم شامخ بطبعه وسيظل كذلك خصوصا بعد ثورة 14 جانفي وإلغاء التزكيات السابقة وإلغاء جميع القيود التي كانت مفروضة على المرشحين لرئاسة الجمعية. أول أمس الأحد 21 أوت 2011 سيبقى يوما تاريخيا في حياة النجم الساحلي الذي توقف في أولى تجاربه الديمقراطية من خلال جلسته العامة الانتخابية التي تميّزت بقدر عال من النزاهة والشفافية في تطبيق القانون لاختيار رئيس جديد. تجربة ناجحة بكل المقاييس لا يمكن الا ان نقول ان أبناء النجم نجحوا في ارساء قواعد «الديمقراطية» داخل الجمعية ولأجل ذلك احترموا القوانين والتزموا بكل التراتيب وخصصوا صناديق للاقتراع وراقبوا العملية الانتخابية وسمحوا لكل مترشح باختيار ملاحظ ينوبه اثناء العملية الانتخابية. حميد يخلف كمون عملية انتخاب رئيس جديد للنجم انطلقت كما هو معلوم في الحادية عشرة من صباح أول أمس الأحد وانتهت في الحادية عشرة من مساء نفس اليوم وبعد عملية الفرز التي تواصلت لأكثر من ثلاث ساعات اسفرت النتيجة النهائية عن فوز السيد حافظ حميد بفارق 331 صوتا عن المترشح الثاني الدكتور جلال كريفة. فوز ساحق في أعقاب عملية فرز الاصوات تبيّن ان السيد حافظ حميد تحصل على 940 صوتا من مجموع 1449 شاركوا في العملية الانتخابية اي بنسبة 64بالمائة في حين تحصل الدكتور جلال كريفة على 509 أصوات وما دمنا نتحدث عن الأرقام نشير الى أن عدد المقترعين بلغ 1461 من جملة 2894 منخرطا اي بنسبة اقبال في حدود ال 51 بالمائة. جنيّح وكمون في الموعد إضافة الى الأحباء والانصار الذين جاؤوا من كل جهات الساحل للادلاء بأصواتهم لانتخاب رئيس جديد للجمعية فقد سجلنا حضور عدة وجوه بارزة جاءت هي الأخرى لتساهم في هذه العملية الانتخابية نذكر من بينها كلاّ من عثمان جنيّح وحامد كمون وتوفيق قحبيش والدكتور هشام بن سعيد مع العلم أن الرئيس المتخلي كان حاضرا ايضا في عملية الفرز. برافو أبناء المتلوي رغم بعد المسافة الفاصلة بين مدينتي سوسةوالمتلوي والتي هي في حدود ال 330 كلم الا ان ابناء المتلوي المتيّمين بحب النجم الساحلي والذين يشكلون نواة خلية أحباء النجم بالجنوب الغربي وهم: مقداد معمري ولكحل قاسمي وسليم مصغون ونجيب ناني وأحمد الصيفي ابوا الا الحضور يوم الأحد والادلاء بأصواتهم في هذه العملية الانتخابية لاختيار الرئيس الجديد للجمعية. غاز مسيل للدموع أمام الاكتظاظ الشديد الذي شهدته العملية الانتخابية عند المساء عمد أحد المنخرطين الى تفجير عبوة من الغاز المسيل للدموع أدخلت الفوضى والهلع على الحاضرين قبل ان يتم ايقافه من طرف رجال الأمن على الفور ويعود تبعا لذلك الهدوء. محضر جلسة في أعقاب العملية الانتخابية وفرز الاصوات والاعلان عن النتيجة النهائية تولى عدل منفذ حاضر على عين المكان تحرير محضر جلسة سوف يتسلم الرئيس الجديد حافظ حميد نسخة منه قبل ان ترسل الهيئة المديرة بدورها نسخة من محضر هذه الجلسة الى سلطة الاشراف... علما أن النسخة الاصلية ستبقى في خزينة النجم. كمال الرايس يهنئ أبى السيد كمال الرايس المساند والمموّل المالي رقم واحد للنجم الساحلي الا ان يلتقي الرئيس الجديد للجمعية ويقدّم له تهانيه الحارة على الفور بشرف الاضطلاع بهذه المسؤولية الجسيمة واعدا اياه بمواصلة مد يد المساعدة المالية للنادي. ماذا قال الرئيس الجديد للنجم؟ «الآن وقد حمّلنا الاحباء والأنصار مسؤولية رئاسة النجم سننطلق مباشرة وعلى الفور في العمل وتنفيذ ما وعدنا به خلال الحملة الانتخابية حتى نرسي في الجمعية مواصفات جديدة على مستوى الهيكلة الادارية والمالية والفنية وفق مفاهيم وأفكار مستوحاة من الأساليب الاحترافية المعمول بها في أشهر الاندية الاوروبية ومن خلال العملية الانتخابية انبهرت بالقاعدة الجماهيرية للنجم وهي ورقة رابحة لابدّ من احكام توظيفها حتى تساهم في انجاح مهمة الهيئة المديرة الجديدة التي سوف تراهن على العمل الجماعي وتشريك رجالات النادي السابقون امثال عثمان جنيّح وحمادي المستيري والدكتور حامد القروي والأستاذ عبد الجليل بوراوي ومعز ادريس والدكتور حامد كمون دون ان ننسى المسيّر السابق عزالدين دويك شفاه الله. عيسى لنور (نائب رئيس في القائمة الثانية) أؤكد انني أشعر بالفخر بحكم ان النجم نجح في أول امتحان ديمقراطي بعد الثورة وبصرف النظر عن النتيجة النهائية فلابدّ لنا من مراجعة أسباب عدم نجاح قائمتنا التي من بينها ان حملتنا الانتخابية لم تكن مقنعة في بعض جوانبها اضافة الى مؤاخذاتنا حول شراء الانخراطات التي لم تكن واضحة بالمرة... وعموما لقد قبلنا بما افرزه الصندوق وهنيئا للقائمة الفائزة. الأستاذ عبد الجليل بوراوي (رئيس اللجنة المشرفة على الانتخابات) كانت العملية الانتخابية ناجحة بعد الاعداد لها على مستوى تنقيح القانون الاساسي وفقا للمرسوم المنقح لسنة 1994 علما ان العملية الاولى كانت سنة 1981. التنظيم كان محكما حيث تسنى لجميع المنخرطين الادلاء بأصواتهم على مدار 12 ساعة في جو ديمقراطي شفاف... كل المترشحين كانوا متميّزين وقد تمت معاملتهم على قدم المساواة مما سهل مهمتنا كلجنة مشرفة على العملية الانتخابية بالرغم من الرقم القياسي للمقترعين مقارنة بأرقام الجمعيات الأخرى. عموما لا يسعني الا ان أشكر أعضاء القائمتين لحرصهم على انجاح هذه التجربة الديمقراطية في جو من الوئام والمطلوب هو التفاف الجميع حول الهيئة المديرة الجديدة لما فيه صالح النجم الساحلي.