تهاطلت برقيات التهاني على المجلس الوطني الانتقالي الليبي خصوصا من العواصمالغربية التي أكدت بالمناسبة استعدادها لدعم «السلطات الليبية الجديدة» ولكن صحيفة «نيويورك تايمز» رأت في المواقف الغربية بداية صراع على النفط الليبي. قالت الصحيفة إن الصراع في العاصمة الليبية طرابلس لم ينته بعد فالقتال بشأن الوصول إلى الثروة النفطية الليبية قد بدأ للتو.وأشارت إلى أن الدول الغربية وخاصة الاعضاء في حلف شمال الأطلسي الذين وفروا الدعم الجوي للثوار تسعى بشكل حثيث إلى ضمان حصول شركاتها على الأولوية في ضخ الخام الليبي. رائحة النفطوقد بادر وزير الخارجية الايطالي أمس الأول بالاعلان عن اعتزام شركة ايني النفطية الايطالية لعب دور أول في المستقبل بليبيا وهرعت فرنسا أمس الأول أيضا للاعلان أصلا عن مؤتمر دولي حول مستقبل ليبيا. وحسب صحيفة تيويورك تايمز فإنه لم يتضح بعد ما إذا كانت حكومة الثوار ستحترم العقود النفطية المبرمة في «عهد القذافي» أم لا «ولكن الثوار كانوا قالوا في السابق إنهم سيفرقون بين الصديق والعدو عند إبرام الاتفاقات. وتوقع خبراء ظهور مصاعب للشركات الروسية والصينية والبرازيلية في الحفاظ على مواقعها السابقة في النفط الليبي وذكر باعتبار التطورات السياسية الحالية. وكانت موسكو أعلنت أمس الأول استعدادها مجرد استعدادها لدعم ليبيا في المستقبل بينما قالت الصحف الصينية الرسمية أمس إنه يتعين على الغرب أن ينظف ليبيا من الفوضى التي أوقعها فيها. أما الولاياتالمتحدةالأمريكية التي دعت أنصار القذافي إلى إلتقاء أسلحتهم فإنها تبدو واثقة من الحصول على حصة محترمه. وقال ملاحظون إن زيارة وزير الخارجية التركي داود أوغلو لبنغازي أمس تعبر بلاشك عن دعم سياسي تركي للمجلس الانتقالي ولكن تركيا بدأت تتحرك مثل الغرب (منذ مدة)وتعمل أيضا على حماية مصالحها الاقتصادية الكثيرة في ليبيا والاستثمار في قطاع النفط الليبي وهو ما يضعها في سباق مع دول أوروبية مثل ايطاليا وفرنسا وبريطانيا وكذلك مع دول عربية مثل السعودية والكويت وقطر والإمارات. الطريق إلى ليبياوتوقع تقرير اقتصادي دخول الشركات الغربية في سباق قوي - من أجل الحصول على مواقع في عملية اعادة البناء الليبية. ولاحظ التقرير أن قطاع النفط والغاز في ليبيا لم يتكبد خسائر مادية جسيمة واستعادته العافية أمر ممكن بعد فترة تتراوح بين ثلاثة وستة أشهر. وقال عماد مشتات مسؤول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقية في شركة استثمار دولية إن ليبيا دولة غنية ولا تحتاج لأموال أجنبية بل للخبرة الأجنبية فقط وهو ما يجعلها تبدأ تجربة رأسمالية يحركها النفط والغاز وتحقق أموالا وفيرة وحسب محافظ البنك المركزي الليبي المنشق عن نظام القذافي فرحات بن قدارة فإن أصول الدولة الليبية في الخارج تقدر ب168 مليار دولار من بينها104 مليارات دولار للبنك المركزي مقسمة بين 40 مليار دولار كسيولة نقدية و 30 مليار دولار في سندات خزانة أمريكية وأخرى لبعض الحكومات الأوروبية.