بسط الثوار الليبيون مساء أمس سيطرتهم بالكامل على باب العزيزية حيث يتحصّن العقيد الليبي معمر القذافي الذي استمر الغموض بشأن مكانه رغم الأنباء عن تواجده في طرابلس. دخل الثوار والأهالي مساء أمس معقل القذافي بعد تهاوي دفاعاته أمام «هجمة» الثوار الذين لم يجدوا إلا مقاومة ضعيفة من قبل قناصة وبعض عناصر الكتائب، وفق ما أفاد به مراسل «الجزيرة» القطرية. وتحت قصف طائرات حلف شمال الأطلسي لمجمّع باب العزيزية تمكن الثوار من اقتحام احدى بوابات ذلك المجمّع المحصن بعد أن تدفقت أعداد كبيرة منهم نحو المجمّع من أجل حسم الوضع نهائيا في العاصمة. وفي وقت سابق اقتحم الثوار الليبيون أمس البوابة الاولى لمقر العقيد معمر القذافي في باب العزيزية. وقالت مصادر متطابقة ان قتالا شرسا اندلع حول مجمع باب العزيزية بينما تصاعدت سحب من الدخان فوق المنطقة التي كانت تدوّي بها أصوات الرصاص والانفجارات من وقت الى آخر. وأكدت تقارير اعلامية ان آلاف الثوار الليبيين أحاطوا أمس باب العزيزية مقر اقامة القذافي المحصّن وبدأوا هجوما شاملا في مسعى الى انهاء المقاومة التي تبديها بقايا النظام قي العاصمة طرابلس. زحف متواصل وذكرت التقارير أن آلاف الثوار من الجبل الغربي ومصراتة ومن طرابلس ومدن أخرى تقدموا على متن مئات السيارات نحو المجمع الذي يعتقد ان القذافي وأبناءه ومئات أو ربما آلاف المقاتلين يتحصّنون داخله. وأضافت ان الثوار قدموا أمس من محورين والتقى المئات منهم في ميدان الشهداء (الساحة الخضراء سابقا). وقال مراسل «الجزيرة» إن الثوار الذين استقدموا أسلحة ثقيلة أحاطوا بمجمع القذافي ولكن ليس من كل الجهات باعتبار أنه يمتد على ستة كيلومترات ويصعب تطويقه بالكامل. وتابع أن هذا الهجوم سبقته اشتباكات في محيط باب العزيزية وصفتها وكالة الانباء الفرنسية بالعنيفة كما سبقه تحليق طائرات أطلسية. ونقل المراسل عن بعض الثوار أنهم يعتقدون ان دفاعات باب العزيزية ضعيفة مع ان بعض مصادر الثوار تقدّر أن عدد القوات المتحصنة في المجمع ربما يصل الى ثلاثة آلاف فرد مجهزين بأسلحة ثقيلة من بينها دبابات. وخاض الثوار موقعة ضارية للاستيلاء على باب العزيزية فيما اعتبر رئيس المجلس الانتقالي الليبي ان لحظة النصر الحقيقية هي القبض على العقيد الليبي. مضيفا ان الثوار يجهلون مكان وجوده. وأضاف ان الثوار أقاموا نقاط تفتيش في مداخل طرابلس وبالتالي كان من الصعب على العقيد القذافي او ابنه محمد الهروب من المدينة. وأشارت صحيفة «الشرق الاوسط» اللندنية في هذا الصدد الى ان المجلس الانتقالي ينتظر اعتقال القذافي أو قتله لإصدار بيان رسمي بتحرير طرابلس. القذافي في الجزائر؟ وفي الأثناء استبعد محمد ابراهيم العلاقي وزير العدل في المجلس الانتقالي الليبي ان يكون القذافي موجودا في باب العزيزية مرجحا ان يكون في منطقة قريبة من المعبر على الحدود مع الجزائر ولا يستبعد دخوله الى الجزائر. وأضاف العلاقي «من المستحيل ان يدخل القذافي التراب التونسي لأنها موقّعة على اتفاق روما. من جانبه قال صالح الورفلي عضو اللجنة السياسية بحركة التحرير في العاصمة الليبية طرابلس انه من غير المستبعد أن يكون القذافي تعرض الى أزمة قلبية وان هناك محاولات لإيصاله الى مستشفى تاجوراء.