أشارت مصادرنا من شركة الخدمات الوطنية والاقامات (منتزه قمرت) الى أن المعتمر التونسي ينقصه الكثير من الوعي بنوعية الخدمات المقدمة وبدور كل طرف... ويقتصر دور منتزه قمرت على اسكان المعتمرين وتأمين النقل في البقاع المقدسة... في حين تقوم الخطوط التونسية بمهمة النقل الجوي، وتقوم وكالات الأسفار بالتعاقد. لخبطة... ومسؤولية وتقول مصادرنا من منتزه قمرت: «نقر بحصول لخبطة شديدة من 20 الى 22 رمضان وهذه اللخبطة ناجمة عن حصول ضغط شديد... ولكن نؤكد ان الشركة لم تقم بأي نقص ولا تهاون ولا قلة تنظيم..» اذن من المسؤول عن اللخبطة التي حصلت؟ هنا تجيب مصادرنا أن منظومة العمرة هي منظومة متعددة المتدخلين... فهناك جهاز التسويق المتمثل في وكالات الأسفار... وهناك شركة الخدمات الوطنية والاقامات (منتزه قمرت) المكلفة من طرف الدولة بتولي خدمات السكن والنقل للبقاع المقدسة... وهناك الخطوط الجوية التونسية والسعودية المكلفة عادة، لكن الخطوط السعودية تخلت عن المهمة هذا العام... كما يوجد طرف سعودي تعاقدنا معه لاسناد الخدمات المتعاقد عليها مع المعتمرين وتخدم هذه الأطراف الأربعة المعتمر التونسي كل من جهته، لكن اخلال أحد الأطراف بواجبه يجعل كل المنظومة تنخرم... ويكون فيها المعتمر التونسي ضحية. ويبدو أن سوء التقدير للعدد الحقيقي للمعتمرين هذا العام قد جعل العمرة غير منظمة... حيث قدر المسؤولون ان اعداد المعتمرين بعد الثورة سيتقلص... وتقول مصادرنا: «بذلنا مجهوداتنا حتى لا نحرم التونسي هذا العام من العمرة... وسافرنا لابرام التعاقدات مع المتعهد السعودي أيام حظر التجول... كانت مغامرة تركنا فيها أهلنا وأولادنا في فترة حساسة تعيشها تونس...» المفاجأة كانت بوجود اقبال غير مشهود للمعتمرين هذا العام... فكان من المقدر وجود 25 ألف معتمر يزيدون أو ينقصون ب20%... لكن تم الوصول هذا العام الى 35 ألف معتمر منهم أكثر من 15 ألف معتمر في شهر رمضان وحده... ومع وجود أعداد كبرى من المعتمرين، تمثلت الاشكالية الأولى في عدم تمكن 9 آلاف معتمر من التأشيرة وتم رفض منح التأشيرة بناء على تأخر دفع المطالب وأشارت مصادرنا الى عدم احترام وكالات الأسفار للمواعيد والآجال المتفق عليها.... لكن منتزه قمرت سعى حسب المسؤولين فيه، الى اقناع السلطات السعودية بتمكينهم جميعا من التأشيرات وهو ما أدى الى تجاوز الأعداد المقدرة للمعتمرين. الخطوط التونسية وتمثل الاشكال الثاني المتولد عن الاعداد غير المرتقبة من المعتمرين في مجابهة الخطوط الجوية التونسية لاعداد اضافية من المسافرين للبقاع المقدسة، خاصة بعد انسحاب الخطوط الجوية السعودية من تأمين رحلات السعوديين لكن اشكالا آخر انضاف حيث رفض الطيران المدني السعودي الموافقة على استقبال حوالي 19 رحلة اضافية... وبعد مشاورات ومباحثات وافق على استقبال المعتمرين، لكن بتأخير بأربعة أيام. تواصلت اشكالات هذا التأخير باعتبار ان المعتمرين الذين حجزوا ل15 يوما في البقاع المقدسة رفضوا الخروج من النزل المحجوزة بعد 11 يوما، والحال ان هناك أفواجا أخرى قادمة من المعتمرين... وحدثت تغييرات في حجوزات النزل التي وافق عليها البعض ولم يوافق عليها البعض الآخر... سياحة... وسماسرة وردا على الاتهامات الموجهة للطرف السعودي، نفى منتزه قمرت اخلال هذا الطرف بل أكد ان المنتوج الخاص ابراج التيسير يوفر لكل التونسيين الاقتراب من الحرم في ظروف سكن راقية، لكن على بعد 1200 متر... وأنه لم يتقاض بعد 10% من مستحقاته بل انه وفر السكن لمن حصلت لهم لخبطة. أما فيما يتعلق بالطعام، فالمنتزه يقول انه غير مسؤول عن اطعام المعتمرين والحجاج.