تفصل مدينة شمتو الأثرية 16 كلم عن مدينة بلاريجيا وكلاهما يمثل مفخرة للجهة وتاريخا موغلا في القدم يعبر عن تعاقب عديد الحضارات أبرزها الحضارة النوميدية . ويعرف موقع شمتو «سيميتو» منذ القدم بمحاجر الرخام الأصفر والوردي الذي اشتهر باسم «جيالو نيميدسيوم «والذي كان يستعمل في زخرفة جماعي لمباني الأبهة :معابد-قصور –مباني فخمة ... ولقد ولد استثمار هذه الثروة الطبيعية ظهور المدينة ثم ازدهارها الذي خلف معالم كثيرة :منازل – بزيليكا قضائية - مسرح – حنايا – قنطرة ...وأهميته جعلت من المدينة ميناء على نهر مجردة يتم عبره نقل الرخام من شمتو إلى ميناء أوتيك ببنزرت وصولا إلى إيطاليا . ورغم المشاهد المشكلة اليوم والتي تعكس تراثا بأكمله فإن جانبا أساسيا من المدينة لم يكتشف بعد وظل مطمورا تحت غياهب الأرض . ويتألف موقع «سيميت «من قسمين كبيرين :-المحجر بمنشآته الصناعية وإقامات عماله ومعسكراته .-المدينة الأثرية وكلاهما ما زالت معالمه تظهر إلى اليوم . ونظرا لأهمية الموقع الأثري فقد قامت حملة في نطاق التعاون التونسي الألماني شملت حفريات واسعة وترميمات وأعمال تهيئة كما وقع إقامة متحف وتهيئة الموقع وهو ما سمح باكتشاف وإبراز الدور الذي لعبه الرخام النوميدي في الماضي كما سمحت بإلقاء الأضواء على الحضارة النوميدية بفعل الاكتشافات المنجزة على عين المكان بما يعكس مستوى من التقدم المادي والفكري والفني والسمو الروحي لم يكن معروفا من ذي قبل عن هذه الحضارة وهو ما يتجلى اليوم بكامل الدقة في المتحف الذي يحاكي بامتياز الحضارة النوميدية . وتحاذي المتحف منشأة مصنع الرخام الذي أقيم في بداية القرن العشرين بما يعكس ويبرز أولى عناصر «علم الآثار الصناعي» بتونس والذي يتعين إحياؤه .