مع سيطرة الثوار على العاصمة الليبية طرابلس اكتشف الليبيون والعالم بعض أسرار العقيد الليبي معمر القذافي ومنها الملاجئ السرية تحت الأرض وهي أشبه بحصون منيعة مزودة بأحدث تكنولوجيات المراقبة والاتصال. وكان الاعتقاد السائد لدى الليبيين وعامة الناس أن مجمع باب العزيزية في طرابلس هو الحصن المنيع للقذافي، لكن اكتشفوا بعد سيطرة الثوار على العاصمة، ان «باب العزيزية» قد يكون الحصن الأقل تحصينا مقارنة بالملجأ الذي أقامه معتصم أحد أنجال «الزعيم» الليبي الذي يطارده الثوار. والملجأ الذي أقامه معتصم القذافي، تحت الارض يبدو حصنا منيعا بأبوابه المصفحة ودهاليزه السرية وعيادته المتطورة وقاعة المراقبة. ويقع هذا الملجأ المؤلف من خمسين غرفة تحت منزل في احد الشوارع في شرق طرابلس ويحيطه سور مزدوج. ويقول عادل تربو أحد الثوار الذي فتح الباب الحديدي لهذا المنزل «كان يقول البعض بأن منشأة نووية داخل هذا المنزل في حين يقول البعض الآخر انه منزل معمر القذافي». وللوهلة الاولى يبدو المبنى فيلا فخمة مجهزة بحوض سباحة وقاعة رياضة وحمام بخاري، لكن الملجأ المحصن موجود تحت الارض. وأضاف مشيرا الى باب يشبه باب الخزنة في المصارف «انظروا الى سماكة الابواب». والمكان يضم ممرات مجهزة بنظام تهوئة وعيادة متطورة وقاعة اتصالات مع جهاز «تلكس». وقال ساخرا «يصفنا القذافي بالجرذان لكن انظروا كيف يعيش ابناؤه مدفونين تحت الارض كالجرذان». ومن داخل الملجأ تحت الارض يمكن الوصول الى الحديقة الخارجية. ومثل هذه الممرات موجودة ايضا في مقر اقامة ساعدي القذافي، في منزل على شاطىء البحر مجهز بزجاج واق من الرصاص ونفق يصل مباشرة الى الشارع. وفي مزرعة القذافي في ضواحي طرابلس، تبدو الترتيبات الامنية ايضا مهولة. وللوصول الى المزرعة، يجب قطع طريق طويل تتخلله نقاط حراسة مزودة بكاميرات وهي محاطة بحاجز مزدوج مكهرب مزود بلواقط الكترونية. وفي حصن باب العزيزية تم اكتشاف عيادة متطورة جدا ما يوحي بأن أسرة القذافي كانت تخشى تعرضها لهجمات كتلك التي شنها الامريكيون في أفريل 1986 وقتلت خلالها ابنته بالتبني.