لم يظهر أمس أي أثر للعقيد معمّر القذافي المتواري عن الانظار منذ عدة أيام. ولكن مصدرا عسكريا قريبا منه قال ان العقيد موجود في أعماق الصحراء الليبية وتحديدا في سبها معقله الاخير. ذكرت مصادر اعلامية نقلا عن أحد حراس خميس القذافي أن الزعيم الليبي معمر القذافي كان في طرابلس حتى يوم الجمعة الماضي وتوجه منها الى مدينة سبها الصحراوية الجنوبية ونقلت شبكة «سكاي نيوز» البريطانية عن الحارس الذي لم تذكر اسمه قوله ان العقيد القذافي عقد ظهر الجمعة اجتماعا مع ابنه خميس في مجمع في طرابلس تعرض لطلق ناري كثيف. طريق الصحراء وحسب ذات المصدر فقد وصل العقيد القذافي في سيارة كبيرة وانضمت اليه ابنته عائشة بعد فترة وجيزة قبل ان ينطلقوا على متن سيارات رباعية الدفع باتجاه سبها. وتتقاطع هذه الرواية مع أنباء صحفية سابقة كانت قالت إن سيارات ليبية عبرت الحدود الى الجزائر في نهاية الاسبوع الماضي. وقد أكّدت الجزائر يوم الاثنين الماضي استقبالها زوجة القذافي واثنين من ابنائه (محمد وهانيبال) وابنته عائشة. وذكر مصدر مقرب من وزارة الصحة الجزائرية أمس ان عائشة ابنة معمر القذافي وضعت طفلة يوم الثلاثاء وأطلقت عليها اسم «أمل». وباعتبار الروايتين فإن القذافي قد يكون أمر عائلته بالتوجه الى الجزائر بينما سار هو باتجاه سبها على بعد 770 كيلومترا جنوبطرابلس. وتعدّ سبها حسب الخبراء مكانا اثيرا عند القذافي الذي اعتاد استخدامها كمحطة لمقابلة الزوار الاجانب داخل خيمة. كما أن سبها، الى جانب سرت، تحتفظ بالولاء للقذافي وحكومته. وبخصوص احتمال انتقال القذافي الى الجزائر وهو ما نفته السلطات الجزائرية قالت صحيفة «الشروق» الجزائرية نقلا عن مصادر وصفتها بالمسؤولة أول أمس إن الجزائر ستسلم القذافي للمحكمة الجنائية إذا دخل أراضيها. القذافي وموغابي وأيد وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني أمس احتمال تحوّل القذافي الى سبها حين قال ردا على أسئلة إن ليبيا بلد صحراوي كبير وهناك مناطق يمكنه (أي القذافي) الهروب إليها. وتابع فراتيني قوله إن خروج القذافي من ليبيا مستحيل باعتبار المراقبة التي يفرضها الحلف الأطلسي. وبالمقابل رأت صحف روسية أمس أن القذافي تحول إلى زيمبابوي التي يقودها «صديقه» روبرت موغابي المعادي هو الآخر للدول الغربية. وقالت صحيفة «نيزا فيسيمايا غازيتا» الروسية إنها حصلت على معلومات تفيد بأن القذافي شوهد في مطار هراري الذي وصله على متن طائرة تابعة لسلاح الجو في زيمبابوي. وكان وزير خارجية زيمبابوي أعلن أن بلاده قررت أول أمس طرد السفير الليبي ومعاونيه بعد إعلانهم الولاء للمجلس الانتقالي الليبي. وأمهلت زيمبابوي التي تربطها علاقات متينة مع القذافي المنشقين الليبيين 72 ساعة لمغادرة البلاد.