عاش مئات المعتمرين التونسيين فوضى من التأخير والانتظار لطائراتهم العائدة من السعودية الى تونس.. وهو ما ألقى بظلال من الأسئلة حول المتسبب في المشاكل والتعطيلات التي عرفها المعتمرون هذا العام. «الشروق» اتصلت بالأطراف المهتمة بملف العمرة.. وحاولت معرفة المتهمين والمتسببين في فوضى «العمرة» والرحلات.. بداية الحديث كانت مع وزارة الشؤون الدينية التي تترأس لجنة الحج والعمرة. وأفادت السيدة نجاة الهمامي المكلفة بالاتصال والملحقة الصحفية بوزارة الشؤون الدينية ان الوزارة بصدد دراسة المشاكل التي عرفتها عمرة هذا العام، ومنها مشاكل تأخر الطيران والتي كانت خارج اطار الوزارة. ومن المنتظر ان تعقد الوزارة قريبا ندوة صحفية تفسّر خلالها أسباب المشاكل التي عرفها المعتمر التونسي هذا العام. وأكدت السيدة نجاة الهمامي أن شركة الخطوط التونسية تعهدت بنقل ما بقي من المعتمرين أمس السبت واليوم الأحد. تأخر وإقامة مشاكل تأخر خطوط الطيران وتمديد فترة الاقامة دفعت نحو التساؤل حول مصير ومكان اقامة المعتمرين، ومدى تمتعهم بالسكن والطعام في فترة التأخير. وخلال حديث ل«الشروق» مع مصادر مطلعة من «منتزه ڤمرت» شركة الخدمات الوطنية والإقامات، تبين ان الاشكال الأخير في مغادرة الأراضي السعودية كان نتيجة حتمية للإشكال الاول الحاصل في الذهاب.. حيث لم تتحصل الخطوط التونسية على التراخيص اللازمة من ديوان الطيران السعودي. وقالت مصادرنا من منتزه ڤمرت «كنا في انتظار ما حدث... واتخذنا احتياطاتنا في ذلك..» وقام منتزه ڤمرت عند توقعه لهذا التأخير باتخاذ التدابير اللازمة مع المتعهد السعودي قصد تمكين من «علقوا» وتأخرت طائراتهم من التمتع بالسكن والطعام والتخفيف عن المعتمرين التونسيين من الضغط الحاصل.. وتم الاتفاق هذا العام مع المتعهد السعودي على تجاوز الثغرات الحاصلة السنة الماضية، حيث لا يتم اخراج المعتمر من النزل الا بعد الحصول على تأكيد رسمي بخروج الطائرة التونسية من المطار في اتجاه السعودية.. وتتم عملية نقل المعتمرين من النزل الى مطار السعودية عند اقلاع الطائرة من مطار تونس حتى يكون المسافرون جاهزين للرحيل عند وصولها للأراضي السعودية. وأكدت مصادرنا من «منتزه ڤمرت» ان الظرف المسؤول عن تعطل الرحلات هي الخطوط التونسية، وان شركة الخدمات الوطنية والاقامات قامت بما عليها لتجاوز مخلفات هذا التأخير والتعطيل. الخطوط التونسية وأمام الاتهامات الموجهة للخطوط التونسية ب«التقصير» وتحمل مسؤولية اشكاليات عودة المعتمرين للأراضي التونسية، اتصلت «الشروق» بمصادر مطلعة من الناقلة الوطنية، وأكدت مصادرنا ان مشاكل عودة التونسيين الى أراضيهم ستعرف نهايتها اليوم مع وصول آخر الطائرات التونسية. وبينت مصادرنا ان تعطل المعتمرين تواصل ثلاثة او أربعة أيام اضافية.. وتحصلت الخطوط التونسية على رخص الاقلاع بتأخير يوازي هذه الأيام (بعد 4 او 5 أيام). وستتحمل كل من الخطوط التونسية ومنتزه ڤمرت أعباء المصاريف الاضافية الناجمة عن تمديد فترة الاقامة. وكان من المفروض ان تنتهي آخر رحلات التونسيين المعتمرين يوم 1 سبتمبر، لكن التأخير والمشاكل الموجودة جعلت آخر الرحلات تبرمج اليوم الأحد 4 سبتمبر. وأرجعت مصادرنا المشاكل الحاصلة الى الاكتظاظ الحاصل هذا العام في مطار السعودية.. وقالت ان كل شركات الطيران قد برمجت رحلات اضافية قصد توفير خدمات السفر والنقل لفائدة الأعداد الزائدة من المعتمرين. ويذكر ان الخطوط التونسية قامت بكراء طائرات اضافية لحل مشاكل العودة.. وعاد حوالي 500 معتمر يوم أول أمس الجمعة فيما تم تخصيص طائرة «بويينغ» أمس لنقل 460 مسافرا، وثلاثة رحلات أخرى على طائرات لنقل 750 مسافرا وعموما تهم قضية التأخير حوالي 1000 معتمر تم توزيعهم على خمس رحلات بعد الحصول على الرخص. وتم تسجيل 111 رحلة لحوالي 20 ألف معتمر، بمعدل 200 مسافر في كل رحلة هذا العام. ويذكر ان الطرف السعودي قد تخلى عن التعهد بتوفير خدمات النقل الجوي هذا العام وأن أعداد المعتمرين التونسيين لرمضان قد تضاعفت مقارنة بالسنوات السابقة في فترة وجيزة وغير منتظرة.. عموما ستحمل الندوة الصحفية القادمة مزيدا من تفاصيل اشكاليات عمرة هذا العام والحلول المرتقبة. كما ستبين دراسة مستقلة تشارك فيها كل الأطراف المعنية بالعمرة من وكالات أسفار ومنتزه ڤمرت ووزارة النقل ووزارة الشؤون الدينية، الطرف المتوجب وضعه بقفص الاتهام.