قدّم أمين عام حزب العمال الشيوعي التونسي حمة الهمامي أمس رؤيته للوضع العام في البلاد محملا المسؤولية الكاملة للحكومة المؤقتة عن حالة التوتر السائدة، كما تحدّث عن ترشح حزبه في كل الدوائر بتونس و5 دوائر بالخارج لانتخابات المجلس التأسيسي. اعتبر حمة الهمامي أن الوضع في البلاد حرج وفيه مؤشرات سلبية وأحيانا خطيرة قد تكون لها انعكاسات سيئة على المسار الانتخابي. وأضاف الهمامي خلال ندوة صحفية عقدها بمقر الحزب أمس ان الاوضاع الحالية (الاوضاع الأمنية ووضع الاعلام ووضع القضاء والادارة) كلها عوامل غير ملائمة لاجراء انتخابات حرة اضافة الى مسألة المال السياسي. وتساءل الهمامي قائلا «مسؤولية من هذا المال السياسي والاشهار السياسي وشراء الضمائر؟ هذا خطر يهدد الانتخابات». وقال الهمامي إن مسؤولية هذا الوضع تتحملها الحكومة التي لم تتخذ الاجراءات المناسبة لتأمين الفترة الانتقالية ولم تضبط خطة لمواجهة المطالب المستعجلة لأهالي المناطق المهمشة الذين قاموا بدور حاسم في الثورة والمعطلين عن العمل وأصحاب الأجور والمداخيل الضعيفة». وأشار الى ان الحكومة رفضت مطلب حزب العمال الشيوعي التونسي وقوى سياسية أخرى لفتح تحقيق في ظاهرة الانفلاتات الأمنية المتكررة، بل تستّرت على مرتكبي هذه الاعمال. وأكد الهمامي أن الحل ليس في قانون الطوارئ لأن الأطراف المخرّبة يعرفها الرأي العام والمطلوب هو الكشف عنهم. وبخصوص ما يحدث في الأجهزة الامنية من انفلات اعتبر الهمامي أن البلاد وصلت الى هذه الوضعية لأن الحكومة لم تستمع الى مطالب الشعب بتطهير وزارة الداخلية ومحاكمة المسؤولين عن قتل الشهداء ولم تُعد تنظيم هذه الاجهزة على أساس عقيدة أمنية جديدة. وقال الهمامي إنه كان من الممكن جلب إطارات شبابية جديدة من شباب الثورة الى وزارة الداخلية... لكن الوزير الاول ذهب الى القمع والمنع وحذّر من عودة «دولة البوليس» استنادا الى المؤشرات المتوفرة الآن، من حيث رفض الحكومة لمطالب الشارع ورفض إرساء عدالة انتقالية مختصة وفساد القضاء، واستمرار القمع وتدفق المال السياسي. وعرّج الهمامي على مسألة الاستفتاء متسائلا «لماذا هذا الخوف من المجلس التأسيسي؟» الذي يجب ألا يقتصر على صياغة الدستور بل أيضا وضع مؤسسات البلاد الشرعية، مضيفا بالقول: هل هي مخاوف من صعود «النهضة»؟ أم من تحالفات لا تروق للبعض؟ ومؤكدا أن حزبه سيقبل بنتائج أي انتخابات ديمقراطية وإن لم يحصل على أي صوت. وبخصوص قائمات حزب العمال الشيوعي التونسي التي تم تقديمها للترشح لانتخابات المجلس التأسيسي أكّد الهمامي أن حزبه سيشارك في كل الدوائر في الداخل (27) وفي الخارج (5 دوائر من بين 6). وأضاف أن هذه قائمات حزبية بالأساس قدّمت باسم حزب العمال الشيوعي التونسي ولكن هذا لا يعني أن المشاركين فيها جميعهم ينتمون الى الحزب، بل هي مدعومة بمستقلين ومستقلات. وأشار الهمامي الى نقاشات جرت مع بعض القوى اليسارية والقومية لم تفض الى اتفاق لتقديم قائمات مشتركة. وأضاف أن هناك 4 قائمات ترأسها نساء مشيرا الى عراقيل جدية حالت دون بلوغ نسبة النصف كما كان الحزب يودّ. وأكّد أن هذه القائمات ستدخل غمار الانتخابات تحت يافطة «البديل الثوري» على أساس برنامج يكرّس أهداف الثورة، أما شعارنا فهو «اعط صوتك للثورة» أي لمن يمثّلها سواء في حزب العمال أو خارجه.