لم يصدق من حضر لقاء الترجي ومولودية الجزائر ما رآه بأم العين على مدارج ملعب المنزه على امتداد نصف ساعة تقريبا من الشوط الأول. حيث تحولت المدارج الجانبية الى «ساحة حرب» استعمل فيها «المقاتلون» كل الوسائل المتوفرة مثل الشماريخ وما اقتلعوه من الكراسي ومن الأرضية الاسمنتية أيضا والحقيقة أن ما حدث كان بمثابة الصدمة لأنه لم يكن بين جماهير تحمل ألوانا مختلفة وإنما بين جمهور الفريق الواحد الذي تحول الى الملعب حالما بالانتصار وبالتأهل الى نصف نهائي رابطة الأبطال. بالاضافة الى أن ما حدث لم تكن له أي علاقة بالمقابلة ومجرياتها لأن العمليات انطلقت مع إعلان الحكم عن بداية اللقاء إذ تولت مجموعة من الأحباء مهاجمة مجموعة أخرى ب«الفلامات» وكان لا بد من ردة فعل وانطلق «القتال» الحقيقي الذي خلف العديد من الجرحى وكذلك المحروقين بسبب تساقط الشماريخ على رؤوس الأحباء وتواصل هذا القتال على امتداد نصف ساعة تقريبا ولم يتوقف إلا بعد تدخل أعوان الأمن الذين رفضوا لحسن الحظ الاكتفاء بالمتابعة والفرجة. مؤشر خطير ما حدث مؤشر خطير جدا مهما كانت الأسباب والظروف لأن «الاقتتال» بين جماهير الأندية المتنافسة بالامكان دائما تطويقه وذلك بالفصل بين الأحباء الحاملين لألوان مختلفة أما أن يتقاتل الأحباء الحاملون لنفس الألوان فهذا مؤشر خطير جدا ويدل على أن فتح التحقيق الداخلي (داخل فريق باب سويقة) والخارجي (التحقيق الأمني)، لا بد منهما لأن تسرب هذه الظاهرة الى الأندية الأخرى سيعلن وفاة كرة القدم التونسية بصفة خاصة والرياضة بصفة عامة. ما حصل غير مفهوم وغير مقبول حتى وإن ثبت أنه أمر مدبر وليس ناتجا عن شجار بين أشخاص تطور الى مواجهة عنيفة جدا. وما حدث مسيء الى الترجي والرياضة التونسية والحمد للّه أن فريق باب سويقة فاز برباعية كاملة ولو اكتفى بالتعادل أو انهزم لتضاعفت حالة الاحتقان ولتطورت أعمال العنف التي شهدتها المدارج لتشمل الميدان وعلينا أن نتصور ماذا كان سيحدث في هذه الحالة.