اعتبر المنسق العام والناطق الرسمي لحركة الوطنيين الديمقراطيين شكري بلعيد أن أطرافا تسعى اليوم الى صرف الأنظار عن المحاور الحقيقية التي ينبغي مناقشتها بهدف التشويش على إرادة الشعب ومصادرتها. وفي ندوة صحفية عقدها بمقر الحركة لتسليط الأضواء على الوضع العام في البلاد وتقديم لمحة عن القائمات الانتخابية التي تقدمت بها الحركة. قال بلعيد إن الوضع السياسي العام يتميز بحالة فرز في غير محلها مشيرا الى الحديث عن مجلس تأسيسي وعن إجراء استفتاء ومعتبرا أن هذا الطرح خاطئ. فالفرز الحقيقي يجب أن يكون حول ماهية المجلس التأسيسي ومحتواه والاستقطاب يجب أن يكون على أي دستور وعلى أي نظام سياسي؟ وأكد بلعيد أن دور المجلس التأسيسي وصلاحياته تتمثل في صياغة دستور جديد ديمقراطي وأيضا صياغة المنظومة القانونية المتعلقة بالحريات. ورأى بلعيد أن الوضع السياسي الآن ليس فيه شروط جدية لانتخابات حرة وشفافة. لأن الانتخابات ليس وضع ورقة في صندوق يوم 23 أكتوبر بل تقتضي فتح حوار وطني بين مختلف الأطراف السياسية الفاعلة حول أمهات القضايا بما يمكن المواطن التونسي من الاختيار على روية. وهذا يتطلب إعلاما حرّا ديمقراطيا تعدّديا يطرح القضايا الحقيقية وهذا يتطلب أيضا حالة قصوى من الأمن، وللأسف كل ذلك غير موجود. واعتبر منسق عام حركة الوطنيين الديمقراطيين أنّ هناك من يسعى الى صرف المسار عن المحاور الحقيقية، فبدلا من مناقشة الدستور وشكل النظام الأمثل في المرحلة المقبلة تطرح هذه الأطراف تساؤلات وقضايا لصرف الأنظار فمرة طرحت قضية العلمانية وما يقابلها واليوم هاهي تطرح مسألة الاستفتاء. وفي هذا السياق قال بلعيد إن دعاة الاستفتاء اليوم هم الذين كانوا منذ البداية ضد المجلس التأسيسي وطرحوا ترقيع دستور 1959 وهم الذين وقفوا ضد حلّ التجمع، وكلما تقدم شعبنا نحو تحقيق إنجاز إلاّ وعملت هذه الأطراف على خلق فزّاعات. واعتبر بلعيد أن دعاة الاستفتاء لهم مصلحة في استمرار هذه الحكومة وهم يرفعون فزاعات للتخويف من قبيل أن المجلس التأسيسي قد يستمر عمله مدة طويلة، موضحا أن حركته ضد استمرار حالة اللاشرعية وهي تؤيد حكومة تستند الى شرعية انتخابية أيّا كانت مكوّناتها. وأكد بلعيد أن المطروح في 23 أكتوبر، أي تونس جديدة نريد؟ وماهي الخيارات السياسية الكبرى وماهي حقوق هذا الشعب الكادح وماهي الشروط اللازمة لبناء الجمهورية الجديدة؟ وتحدث بلعيد عن ضرورة إنجاح العودة المدرسية معتبرا أن ذلك إنجاز وطني، وهو من صميم الانجاز الثوري ولذلك يجب أن تتكاتف كل القوى الخيّرة والنيرة في تونس لانجاح العودة المدرسية وبعث رسالة استقرار وطمأنة للتونسيين. وبخصوص ترشح حركة الوطنيين الديمقراطيين لانتخابات المجلس التأسيسي قال بلعيد إن الحركة ترشحت في 31 دائرة من بين 33 بينها 19 دائرة باسم الحركة فحسب، اضافة الى مجموعة من القائمات المدعومة من الحركة، مشيرا الى أن 6 قائمات تترأسها عناصر نسائية. والحركة ممثلة في تونس في كامل الدوائر باستثناء تطاوين وفي الخارج بكامل الدوائر أيضا باستثناء ألمانيا.