تشهد جهة جندوبة بمختلف معتمدياتها وأريافها وقراها شحا ونقصا غير مسبوق في التزود بكميات الحليب حيث تكاد تنعدم في أغلب المحلات والمغازات وهو وضع خلق كثيرا من التذمر لدى المواطن الذي أصبح يجتهد ويبذل كثيرا من الوقت والتنقل هنا وهناك من أقصى المدينة ووسطها إلى أطرافها عله يحصل على الحليب الذي يحتاجه كثيرا الصغار والكبار على حد السواء. نقص الحليب هذا تجاوزه البعض بالاستنجاد بالحليب «الصبة» أما من يؤثر على نفسه الحليب المعلب فقلما يحصل غايته حين يصطدم بالرفض في أغلب الأحيان أما إذا توفر فإن التدافع والتسابق يكون أول ما يظهر للعيان هنا وهناك في مشهد أعاد للأذهان ظاهرة اللهفة والإيذان بقادم مبهم لا يدري المواطن والمستهلك أي مصير ينتظره وتدعم هذا الهاجس بالنظر إلى أهمية إنتاج الجهة للحليب بحيث تحولت من منتج ومصدر بامتياز إلى منتظر لحليب قد يأتي أو لا يأتي فجهة جندوبة تعد الأولى وطنيا في إنتاج الحليب فكيف لأهاليها أن يعيشوا هذا الشح والعذاب من أجل تحصيل حليب الاستهلاك اليومي؟ وتزداد المأساة عمقا حين يشترط بعض الباعة بيع الحليب بشروط أولها علبة واحدة لا أكثر وثانيها مصحوبة بعلبتين من «الياغورط» وهو ما خلق أيضا عدم ارتياح لطريقة البيع هذه التي يبررها الباعة بأنهم يعاملون بنفس الطريقة والبيع المشروط من طرف المزودين وأنهم كذلك يتنقلون إلى أماكن التزود على كاهلهم الخاص وفي ذلك مضيعة للوقت ومصاريف إضافية في التنقل. وضع عسير ونقص واضح في كميات الحليب يتطلب تضافر الجهود من طرف مراكز الإنتاج والمزودين لتوفير الكميات اللازمة بما يحقق توازنا بين الإنتاج والاستهلاك حتى تبقى مصلحة المواطن وتوفير مستلزمات مواده الاستهلاكية ضرورة ملحة تغنيه عن كل المتاعب.