نجت جهة بنزرت تحديدا منطقتي جرزونة ومنزل عبد الرحمان في اليومين الفارطين من فتنة كادت تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه لولا تدخل عقلاء من الجهتين المسالمتين أصلا .فماذا حدث بالضبط ومن حاول سكب البنزين على النار؟ الشروق اتصلت بطرف كان حاضرا منذ اليوم الأول وكان من المتدخلين لوأد الفتنة في مهدها حيث أفادنا أن المسألة انطلقت بخصومة بين مجموعة من الشبان من الجهتين تراشقا بالحجارة في أثناء ذلك صادف مرور امرأة صحبة ابنتها هي أصيلة منطقة جرزونة وتسكن بمنزل عبد الرحمان فأصابها حجر فلامت من ضربها ورجعت إلى منزلها وبمجرد بلوغ الأمر لابنها تحول لمنزل عبد الرحمان ويقول مصدرنا انه اعتدى على من اشتبه في أصابته لوالدته . بعد ذلك التحق به خاله وهو شاب متدين للاستفسار عن الأمر وقبل هذه الحادثة بليلة كانت مجموعة من الشباب المعروفين بتوجهاتهم السلفية قد اعتدوا على عون امن في حادثة أثارت ردود أفعال في الجهة هناك من حاول استغلالها لتصفية حسابات بإثارة نعرات جهوية . وعند وصول شقيق السيدة التي أصيبت بحجر حوّله البعض لمحاولة لاقتحام السلفية لمنزل عبد الرحمان وهذا غير صحيح حسب مصادرنا المتطابقة التي أكدت لنا أن هناك من حشد شبان من منزل عبد الرحمان حاصروا عائلة السيدة في منزلها ورشقوه بالحجارة وتسببوا في خسائر بليغة. حالة الرعب التي أحدثها حصار الأنفار للمنزل جعلت الخال يستنجد بأصدقاء له من بنزرت وجرزونة وقبل تحولهم لمنزل عبد الرحمان حاولوا إبلاغ الشرطة ويقول مصدرنا إن تدخل الأمن كان بعد حوالي ساعة في المقابل هناك من نشر بين صفوف أهالي منزل عبد الرحمان خبر زائف مفاده استعداد شبان سلفيون للهجوم على مدينتهم فاحتشدوا للدفاع عنها وزادوا من محاولة اعتدائهم على العائلة المحتجزة داخل المنزل معتقدين أنها السبب وراء إمكانية هجوم أطراف غريبة على مدينتهم كان ذلك قبيل مغيب الشمس. وسعى الى نشر نفس الخبر بين أهالي جرزونة مما زاد من توتر الاجواء. ويضيف مصدرنا انه وفي حدود التاسعة ليلا تحول عدد من العقلاء وأطراف متدينة صحبة أعوان من الأمن وتمكنوا من إقناع الأشخاص الذين حاصروا المنزل بإخلاء سبيل العائلة وهذا ما تم فعلا . محاولة التهدئة تواصلت من الغد وحضر فيها إطارات من الأمن ورئيس فرع الرابطة التونسية لحقوق الإنسان والحارس السابق احمد بورشادة وممثلين عن المجتمع المدني . كما عززت قوات الأمن من تواجدها في المنطقتين بما أعاد الهدوء للأهالي لهذا أغلق الطريق. أهالي المنطقتين تفاجؤا صباح أول أمس الخميس بغلق مجموعة من الأهالي للطريق الرابطة بين جرزونة ومنزل عبد الرحمان ممّا حال دون عودة تلاميذ معهد القنال لمقاعد الدراسة في أول أيام السنة الدراسية .مصدرنا أكد لنا أن عملية غلق الطريق كانت من أجل منع الالتحام بين مجموعتين وقطع الطريق أمام إمكانية دخول مشاغبين إصرار على إيقاد نار الفتنة الحادثة انتهت إلى هذا الحد لكن يبدو أن هناك من لم يرض بهذه النهاية وسعى في الغد الى ترويج أخبار في المنطقتين على استعدادات تقوم بها مجموعات للهجوم وهو أمر تؤكد مصادرنا المتطابقة انه لا أساس له من الصحة لكن للأسف انطلى على البعض وفي الليل قامت قوة أمنية بتمشيط منطقة جرزونة .عملية التمشيط وإيقافات رد عليها مجموعة من الشبان لا تتجاوز أعمارهم 20 عاما بمحاولة إحراق مركز الأمن ومن ألطاف الله أن الجناة لم يتمكنوا من إحراق المركز فقط النيران أتت على الباب الخارجي بعد القاء زجاجة حارقة عليه. أخبار زائفة لئن اقتصرت الخسائر على ما ذكرناه إلا أن هناك من حاول ترويج أخبار أخرى زائفة تقول إن المركز احترق بالكامل وهناك من سرق أسلحة و إحراق للمعهد وهذا ما نفته لنا منذ اليوم الأول مصادر أمنية وهذا ما عايناه بأنفسنا خلافا لما تم ترويجه عبر الفايس بوك .لكن السؤال المطروح من روج خبر زائف يتعلق باستيلاء شباب سلفي على أسلحة وما غايته من ذلك ؟ ومن حاول زعزعة عودة ثقة المواطن في قوات الأمن؟ ومن استعمل فزاعة السلفية من جديد ؟