في زحمة الجدل الدائر حاليا حول عقد الجلسات العامة الانتخابية لمختلف الهياكل الرياضية تلقت الجامعة التونسية لكرة اليد مراسلة من الاتحاد الدولي ممثلا في شخص رئيسه حسن مصطفى. كان بالإمكان أن تمر هذه الرسالة بصفة عادية باعتبارها تضمنت في جانب منها إشادة بالإنجاز الذي حققه منتخب الأواسط في مونديال اليونان وحصوله على الميدالية البرونزلية لو لم تتطرق إلى الوضعية الراهنة للجامعة حيث أكدت على دعم الاتحاد الدولي للمكتب الحالي وعلى رفض التدخلات الخارجية وتحديدا تدخلات السلط العمومية في شؤونه لإلزامه ببعض القرارات وهو تحول استراتيجي حقا في مواقف الاتحاد الدولي الذي لم يخض سابقا في مثل هذه المسائل ولم تصدر عنه ملاحظات مشابهة إلا في ما ندر وإن كان هذا هو المطلوب فعلا لضمان هياكل رياضية منتخبة ديمقراطيا. ماذا في المراسلة؟ تمكنت «الشروق» بوسائلها الخاصة وعبر اتصالها ببعض الأطراف في الاتحاد الدولي من الحصول علي نسخة من هذه الرسالة التي تضمنت التالي: «في ما يتعلق بالإجراءات التي جاء بها المرسوم القانون أود أن أؤكد أهمية الاستقلالية المتواصلة للجامعات الوطنية.. وفي هذا السياق أذكر بالفصل الثامن من لوائح الاتحاد الدولي الذي ينص على ضرورة محافظة منظوري الاتحاد على استقلاليتهم وإبعادها عن كل تدخل من الجهات الحكومية أو من أي طرف آخر. لقد تدخل الاتحاد الدولي في الماضي في حالات مشابهة (ضغط الحكومات) وفرض عقوبات ونتمنى ألا يلجأ الاتحاد الدولي إلى إجراء كهذا. لقد راقب الاتحاد الانتخابات الأخيرة لجامعة كرة اليد والتي جرت وفق ما تنص عليه لوائح اللجنة الأولمبية الدولية ولوائح الاتحاد الدولي وعلى هذا الأساس فإننا نرفض أي تدخل للحكومة التونسية في شؤون الجامعة. إن الاتحاد الدولي فخور بالنتائج التي حققتها منتخبات تونس وبصفة خاصة ما تحقق من نتائج في بطولة العالم للأواسط. في المستقبل القريب ستكون الجامعة التونسية لكرة اليد أمام تحديات جديدة من بينها بطولة العالم للكبريات في شهر ديسمبر والمنافسات المؤهلة إلى أولمبياد 2012 في شهر جانفي (المتوج ببطولة إفريقيا يترشح) ولهذا يشجع الاتحاد الدولي علي بقاء أعضاء المكتب الحالي في مناصبهم حتى نهاية مدتهم النيابية. لقد حاولت الاتصال بوزير الرياضة التونسي عدة مرات لكنني لم أتمكن للأسف من الحديث معه. تقبل السيد رئيس الجامعة فائق التحية. الدكتور حسن مصطفى (رئيس الاتحاد الدولي لكرة اليد) ههنا تنتهي المراسلة الرسمية للاتحاد الدولي وهي واضحة جدا ولا تحتمل أي لبس بل هي تتضمن تهديدا بشطب الجامعة ولا ندري حقا لماذا لم يتسن لرئيس الاتحاد الدولي الاتصال بوزير الرياضة... هل هي المشاغل المتعددة التي تقف وراء ذلك أم أن هناك رغبة في تفادي التواصل مع هذا الهيكل. في كل الأحوال الجامعة قادرة بالرجوع إلى هذه المساندة الدولية على تجاهل مرسوم الوزارة لكن اعتقادنا الشخصي أنها مطالبة بالفعل بعقد جلسة انتخابية في اجال معقولة حتي تجدد نفسها وتكتسب مشروعية أكبر لدى الرأي العام الوطني والرياضي علما بأن الجامعة أبدت استعدادها (رسميا) للقيام بهذه الخطوة ولكن بعد انتهاء التفقد المالي والحصول على إبراء للذمة وهو ما نوهنا إليه سابقا. نختم بالإشارة إلى أن الجامعة لم تكشف عن مضمون هذه الرسالة في الإبان باعتبارها وردت أولا على البريد الالكتروني قبل أن تصل كوثيقة رسمية عبر البريد.