عاد التوتر الأمني بشكل لافت للنظر الى سوريا تزامنا مع استئناف الموسم الدراسي وسط مؤشرات توحي بأن الأزمة ستستغرق فترة أخرى قد تذهب بأرواح جديدة من الشعب السوري. ذكرت مصادر حقوقية سورية ان قوات الامن والشبيحة اقتحموا في ساعة مبكرة من صباح أمس حي البياضة بمحافظة حمص وسط اطلاق نار كثيف وأنباء عن سقوط قتلى وجرحى. قتلى جدد وقالت المصادر إن هذا الاقتحام جاء غداة مقتل 11 شخصا بنيران القوات السورية في أعمال عنف جديدة شهدتها مناطق مختلفة. وأوضحت المصادر أن من بين القتلى طفلا في درعا وستة بحمص (بينهم طالبة) واثنين في إدلب شمال غربي البلاد، من جهة أخرى أفادت مصادر متطابقة ان السلطات السورية قد تفرض غرامة على الطلاب المتغيبين عن المدارس وذلك بعد يوم واحد من انطلاق العام الدراسي. وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن فإن نصف الطلاب السوريين لم يذهبوا أول أمس الى مدارسهم. وكانت قد خرجت مظاهرات طلابية في أنحاء مختلفة من سوريا مؤكدة على مقاطعة التعليم البعثي. ووفقا للمرصد السوري لحقوق الانسان فقد قتل 2211 مدنيا و571 من الجيش وقوى الأمن الداخلي منذ بداية الاضطرابات في سوريا منتصف مارس. اسقاط النظام في هذه الاثناء شدد معارضون سوريون اثر اجتماع عقدوه في ضواحي دمشق على ضرورة التمسك ب«سلمية الثورة» كعامل حاسم لاسقاط النظام الاستبدادي محذرين من مخاطر عسكرتها وداعين الى عدم الانجرار وراء دعوات التسلح. وشارك نحو 300 شخص في مؤتمر عقد السبت الماضي في ريف دمشق بدعوة من هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الوطني الديمقراطي التي تضم أحزابا «قومية عربية» وأخرى اشتراكية وماركسية اضافة الى أحزاب كردية وشخصيات مستقلة مثل الكاتب ميشال كيلو والاقتصادي عارف دليلة. وقال حسن عبد العظيم، المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية في مؤتمر صحفي أول أمس بدمشق «إن النظام الاستبدادي الامني لابد ان ينتهي... لا يعني ذلك اجتثاث أحزاب البعث والجبهة... لابد من اسقاط الاستبداد والأمن وكل من لم تتلوّث أيديه بالقتل نرحب به من أجل بناء الوطن. وشدد البيان الختامي الصادر عن المؤتمر على ضرورة انخراط جميع القوى في الثورة مع التمسك بإبقاء طابعها السلمي.