شيعت منطقة أم هاني (5 كلم) عن مدينة منزل بورقيبة من ولاية بنزرت يوم السبت 24 سبتمبر الفقيدة منية الخرفاني الى مثواها الأخير بعد تعرضها الى نوبة قلبية حادة أثناء قيامها بعملها كعون إدارة بإحدى معاهد تينجة من ولاية بنزرت. وتتمثل صورة الواقعة في أن الهالكة (42 سنة) تحولت يوم الجمعة 16 سبتمبر الى مقر عملها وأثناء قيامها بواجبها تفطنت الى أن احدى تلميذات السنة الثامنة غيرت القسم الذي تم ترسيمها به دون استشارة الإدارة فطلبت منها بكل لطف العودة الى فصلها الا ان التلميذة غادرت المعهد واتجهت نحو منزلها ثم عادت مصحوبة بأمّها وشقيقها اللذان حاولا إرغام الادارة على تغيير فصل منظورتهم ولما تأكدا من عدم جدوى ما قاما به أسمعا الهالكة كلاما جارحا، كما قام الشقيق بتهديدها ولم تتمكن الهالكة من استيعاب الموقف وعادت الى مقر سكناها في حالة غير طبيعية، وفي اليوم الموالي (السبت) وعند استئنافها للعمل ولما كانت بصدد إيصال ملف الى أحد مسؤولي المعهد أصيبت بحالة إغماء (خاصة انها كانت تنتظر اعتذارا من أولياء التلميذة الا ان ذلك لم يحصل) وتم نقلها الى المستشفى حيث أجريت لها عمليتين جراحيتين على الشريان الرئيسي للقلب الا ان الموت كانت أقرب لتترك طفلين في عمر الزهور بدون أم وهما وسيم (8 سنوات) وأمل (14 سنة). هذا وقد تضمن التقرير الطبي ان الحالة التي تعرضت لها الفقيدة نادرة من نوعها وتحصل مرة كل عشرين أو ثلاثين سنة وتتمثل في تمزّق الشريان الرئيسي للقلب من موقعه، ورغم مجهودات العميد بوحوالة الذي أشرف على الحالة والذي أجرى للهالكة عمليتين جراحيتين فإن النتيجة كانت سلبية. ومن جهة أخرى تقدمت عائلة الفقيدة بشكوى لدى الشرطة العدلية بمنزل بورقيبة وقد فتح محضر بتاريخ أمس (27 سبتمبر).علما وان الفقيدة منية معروفة لدى زملائها وحتى بين الأولياء بدماثة أخلاقها وطيبة معشرها. رحمها الله وأنزل السكينة في قلوب عائلتها.