في مثل هذا اليوم من سنة 1985، امتدّت يد الغدر الصهيونية الى مدينة حمّام الشط، بالضاحية الجنوبية... لتختلط مرّة أخرى دماء الشهداء التونسيين بدماء الشهداء الفلسطينيين. كانت المدينة الجميلة هادئة، صبيحة مثل هذا اليوم... من عام 1985، حين هاجمت الطائرات الحربية مقرّ القيادة الفلسطينيةبحمام الشط، بعد أن صفّت القوات الصهيونية صائفة 1982، في بيروت، الوجود الفلسطيني ممثّلا في المقاومة ومنظمة التحرير الفلسطينية، المنظّمة والحاضنة والباعثة لهذه المقاومة... ذكرى هذا اليوم، تكتسي ثوبا خاصا... فهي تتزامن مع المطلب الفلسطيني، من أجل نيل العضوية كاملة لدولة فلسطين، وهي تواجه «الفيتو» الأمريكي والنفاق الغربي... وكذلك يتزامن اليوم، غرّة أكتوبر، مع افتتاح الحملة الانتخابية، في تونس الثورة، من أجل استحقاق انتخابات المجلس التأسيسي. اليوم، يحيي التونسييونوالفلسطينيون، في حمّام الشط، مرور 26 سنة على الهجوم الغادر والسافر لقوات الاحتلال الاسرائيلي، على تونس، وتحديدا مدينة حمام الشط... ولكن فلسطين لا تزال محتلّة، والاستيطان كما السرطان ينهش جغرافية فلسطين... وتجريف الاراضي واقتلاع الزيتون مازال جريمة واضحة وماثلة، يأتيه المستوطنون وجيش الاحتلال معا، في عملية تقاسم للأدوار بينهما في جريمة من أفظع جرائم العصر... اليوم، تبدأ تونس مرحلة جديدة انطلاقا من ثورة 14 جانفي ومن خلال الحملة الانتخابية اليوم، تكون بلادنا قد قطعت شوطا باتجاه تأمين أول هدف من أهداف الثورة : المجلس التأسيسي المنتخب الذي سيصدر الدستور لتونسالجديدة... واليوم نستذكر شهداءنا في حمام الشط، ونهدي لهم وردة ترحما على أرواحهم الزكية، ونقول لهم إن الدم التونسيالفلسطيني الذي تجدد في حمام الشط سنة 1985، في مثل هذا اليوم يستجيب إلى هدف من أهداف الثورة العربية العارمة، التي بدلت المشهد العربي تبديلا باتجاه ما لا يرضاه الأعداء... في مثل هذا اليوم، نستذكر تمازج الدماء... دماء الشهداء من تونسوفلسطين، ولهذا التمازج تاريخ... تاريخ يعود إلى سنة 1948 تاريخ نكبة فلسطين عندما هبّ جمع من المناضلين التونسيين يلبون نداء الواجب القادم من فلسطين... حتى لا ننسى هذا اليوم، نقول المجد والخلود لشهداء فلسطين القضية... والخزي والعار لكل من خان فلسطين الثورة...وعادى حق الشعب العربي في التحرر والانعتاق...والديمقراطية والحرية...