بدأ الحزب الديمقراطي التقدمي رسم ملامح مرحلة ما بعد 23 أكتوبر حيث كشف عن تشكيل كتلة وسطية معتدلة قال إنها ستكون العمود الفقري للوصول بتونس إلى برّ الأمان. وفي اللقاء الاعلامي الذي نظمه الحزب في مقرّه أمس قال عضو المكتب السياسي ومدير الحملة الانتخابية للحزب المنجي اللوز «نسعى الآن الى تشكيل كتلة الوسط مع القطب الحداثي أو الوفاق وغيرها من الأطراف الفاعلة، ونحن نعمل على قدم وساق ليلا ونهارا لضمان نجاح هذا الاختيار ضد كل انزياح عقائدي سواء على اليمين أو اليسار». وأضاف القيادي في الحزب عصام الشابي في هذا السياق «باشرنا الاتصال بأحزاب الوسط الديمقراطي ودعوناها للتفكير معا في مرحلة ما بعد 23 أكتوبر مشيرا الى اتصالات مع حركة التجديد والقطب الديمقراطي الحداثي وحزب العمل التونسي، فضلا عن اتصالات تجري مع القائمات المستقلة من أجل تشكيل تحالف وسطي ديمقراطي». وأبدى الشابي تحفظ الحزب على قرار منع نشر نتائج سبر الآراء مع بداية الحملة الانتخابية (الذي صدر عن هيئة الانتخابات)، لكنه قال إنّ حزبه سيحترمه. وبخصوص تواصل الحملات الاشهارية في مرحلة ما قبل الحملة الانتخابية تساءل الشابي «ما الذي يمنع حزبا سياسيا يتوجه عبر قياداته الى المواطنين ويقول لهم إنه سيكون وفيّا للحركة الاصلاحية من خير الدين الى الطاهر بن عاشور ولتونس التي نريدها». وأضاف الشابي: «لقد حاولنا التواصل من خلال هذه الومضات مع التونسيين خاصة أن نصفهم لم يحدّدوا حتى الآن لمن سيصوّتون وتابع الشابي: «نحن مطمئنون ومتفائلون بالمسار الانتقالي وعلى يقين بأن الانتخابات ستكون نزيهة وشفافة». معتبرا أن أكبر ضامن لنجاح الانتخابات هو الهيئة العليا المستقلة للانتخابات وأن المراقبين الذين سينتشرون في مكاتب الاقتراع هم بالأساس ضمانة للديمقراطية ونحن لا نخشى ذلك». وبخصوص توفير الظروف الأمنية اللازمة ليوم الاقتراع قال اللوز إن مؤسس الحزب الديمقراطي التقدمي أحمد نجيب الشابي والأمينة العامة للحزب ميّة الجريبي التقيا وزير الدفاع الوطني الذي أكد أنّ الجيش على حالة قصوى من الجاهزية لتأمين الانتخابات وكذلك الشأن لقوات الأمن، لكنه أضاف «ومع ذلك يجب أن نبقى يقظين لأن كل شيء ممكن وكل من يعمل على اشعال النار سيكون أول من يحترق بها». وردّا على سؤال حول موقف الحزب الديمقراطي التقدّمي من زيارة وفد الكونغرس الأمريكي الأخيرة الى تونس قال اللوز: «نحن حزب منفتح يقبل الحوار مع كل الأطراف المؤثرة على الساحة الدولية، مشيرا الى أن تلك الزيارة قد تكون تحضيرا لزيارة الوزير الأول في الحكومة المؤقتة الى الولاياتالمتحدة وهي زيارة مهمة تندرج في سياق الثورة وإقامة علاقات نديّة بين البلدين، حسب اللوز. واعتبر اللوز أن «الولاياتالمتحدة وقفت موقفا مساندا وداعما للشعب التونسي وعلينا أن ننتبه الى هذا الموقف ونستثمره»، حسب قوله.