أعلنت السلطات الليبية الجديدة عن تشكيل مكتب تنفيذي مؤقت إلى حين «التحرير» الكامل الذي تعزّز عقب السيطرة على مدينة جنوب سرت، آخر معاقل العقيد معمر القذافي. فيما ازدادت فرضيات «الحرب الأهلية» قوة بعد تشكيل ميليشيا تنافس «عناصر» عبد الحكيم بلحاج. وقال مصطفى عبد الجليل في مؤتمر صحفي: ندعو الشعب الليبي الى الصبر لأن ساعة التحرير تقترب موضحا أنّ المجلس ومحمود جبريل رئيس المكتب التنفيذي توصلا خلال اليومين الأخيرين الى ضرورة اصلاح المكتب التنفيذي. تعديلات وزارية وأعلن عبد الجليل عن تعديلات وزارية ولكنه أبقى على وزيري الخارجية والنفط في منصبيهما. وأضاف أن محمود جبريل سيحتفظ برئاسة المكتب التنفيذي وبملف الخارجية. وتابع أنّ علي الترهوني سيحتفظ بملف المالية والنفط مؤقتا إذ ستعود اختصاصات النفط الى المؤسسة الوطنية النفطية عند تفعيلها خلال أسبوع. وأكد أن كافة امكانات المجلس الوطني والمكتب التنفيذي مسخّرة لهذه المعركة وخاصة مواجهة «سرت» ضد كتائب القذافي. وأشار إلى أنّ الانتقالي سيحقق في كافة الشكاوى حول الانتهاكات المحتملة لحقوق الانسان. بدوره، أكد محمود جبريل استمراره في رئاسة المكتب التنفيذي الليبي الى حين التحرير الذي سيفتح بعدها المجال واسعا لتشكيل حكومة جديدة. وأضاف أنّ التحرير سيُعلن خلال الأيام المقبلة مشيرا الى أن المشاورات مع المجلس أسفرت عن مسؤولية تضامنية بين الطرفين. السيطرة على «بوهادي» ميدانيا، أوردت تقارير اعلامية، قريبة من المجلس الانتقالي أن قوات السلطات الليبية الجديدة المدعومة أطلسيا سيطرت على بلدة «بوهادي» جنوب مدينة سرت مسقط رأس الزعيم معمر القذافي. وأضافت أنّ الثوار وفق تسمية ذات التقارير أسروا 27 مقاتلا من الكتائب في البلدة التي تعتبر معقلا للقذاذفية قبيلة معمر القذافي وللعديد من المقرّبين منه ومسقط رأس العقيد الليبي. ونقلت عن عناصر الانتقالي تعبيرهم عن إكمال استعدادهم لتحرير «سرت» خلال 24 ساعة مؤكدين أنّ ما يمنعهم من مهاجمة المدينة هو خشيتهم من تعرض المدنيين للقتل. وقال فاروق حديد أحد قادة «المجلس العسكري الانتقالي» إنهم في جبهة سرت تلقوا أوامر من قادتهم بوقف القصف الثقيل للمدينة مؤكدا أن هذه الخطوة تأتي لاتاحة المزيد من الوقت لخروج المدنيين من سرت. إلاّ أن قناة ليبيا الحرة نسبت الى القائد الميداني حسين الطير تأكيده أن الهجوم الرئيسي لن يتم قبل التثبت من مغادرة الأسر للمدينة مشيرا الى أن الأمور قد تستغرق عدة أيام قبل بدء المعركة. الميليشيات تتحرك وعلى ساحة جديدة من المواجهة المفترضة، أعلن ضابط ليبي من «الثوار» تشكيل مجموعة مسلحة للحفاظ على الأمن في العاصمة طرابلس وهي مهمة تتداخل، بل وتتناقض مع مهام المجلس العسكري بقيادة عبد الحكيم بلحاج. وقال عبد اللّه أحمد ناكر، المعروف ب«الزنتاني» إنه شكل مجلس ثوار طرابلس وهو قوة تضم 22 ألف مسلح ينتمون الى 73 فصيلا. وأضاف أن جماعته تتعاون مع المجلس العسكري لطرابلس الذي يقوده عبد الحكيم بلحاج مشيرا الى أن قواته تسيطر على 75٪ من العاصمة ومن الممكن أن يوسّع مجلس ثوار طرابلس من دائرة عملياته، لكنه لا يريد إثارة صراعات مع الفصائل الأخرى. ووجّه «الزنتاني» انتقادا لاذعا ل«بلحاج» قائلا: من هو بلحاج ومن الذي عينه، ميليشياته ضعيفة ولا تملك غير ألفي مقاتل وشنت غارات ليلية على منازل خاصة الأمر الذي أثار استياء سكان طرابلس. ويرى ملاحظون أن قوات الزنتاني تمثل الذراع المسلح لجبريل فيما تشكل ميليشيا بلحاج الذراع العسكري للعناصر الاسلامية في الانتقالي وهو ما قد يفجر صراعا مسلحا بين الطرفين قد لا يحمد عقباه.